تستضيف البحرين، الجمعة، ولمدة 3 أيام النسخة الـ17 من حوار المنامة، التي تعتبر القمة الأمنية الأولى بالشرق الأوسط.
القمة تجمع وزراء دفاع ووزراء خارجية ومستشاري الأمن القومي ورؤساء جيوش ومخابرات، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء، أصحاب الرأي، ومجتمع الأعمال.
ويحظى حوار المنامة بمشاركة أكثر من 300 مسؤول ومفكر من مختلف دول العالم حضوريا، كما يعد حوار المنامة منصة لانعقاد اجتماعات ثنائية أو متعددة الأطراف بين الدول بهدف دفع المبادرات السياسية.
ومنذ العام 2004، تستضيف البحرين أعمال منتدى أو قمة حوار المنامة وذلك بتنظيم مشترك بين وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي آي اس اس)، والذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقرا له.
أبرز الملفات
ووفق المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، السير توم بيكيت، فإن الموضوع الأساسي لحوار المنامة لعام 2021 يتمحور حول تعددية الأطراف في الشرق الأوسط.
وأوضح، في تصريحات صحفية، أن الصراعات والمنافسات في المنطقة معروفة جيداً، ولكن النهج المهيمن لحلها قد يتغير، المنتدى سيتيح فرصة مناسبة لاستعراض تعددية الأطراف وما تعنيه بالنسبة للمصالح والنفوذ والقيم في الشرق الأوسط، لقد وضعنا جدول أعمال يتناسب مع هذا الموضوع.
كما تتضمن أبرز ملفات القمة الأمنية الـ17، سياسة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط، والدبلوماسية والردع، وتعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول، والخليج وآسيا، وإنهاء الصراعات في المنطقة، وديناميكيات الأمن في البحر الأحمر، والميليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية.
وأشار إلى أن الصراعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان سوف تناقش ضمن أجندة المؤتمر، لافتا إلى أن "القمة الأمنية الـ17 تناقش القضايا الأمنية الإقليمية والدولية الأكثر تأثيراً على المنطقة، لاسيما ما يتعلق بتأثير التعددية والنفوذ ونهج السياسات في الشرق الأوسط".
300 مشارك
وكشف بيكيت أن أعداد المدعوين لحضور "حوار المنامة 2021" تصل إلى 300 مشارك، من دون التخلي عن كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة للتصدي لجائحة كورونا وإلزامية التطعيم، والفحص عند الوصول للوفود كافة.
وقال إن القمة الأمنية لهذا العام لن تكون محدودة من حيث أعداد المشاركين كما كانت قمة العام الماضي 2020 بسبب الجائحة، إذ شارك فيها نحو 92 مشاركًا، ولن تكون أيضا بذات الأعداد التي كانت تحضر قبل الجائحة، لافتًا إلى أن جميع المتحدثين في القمة سوف يشاركون بشكل حضوري وليس عن بعد، في حين ستتوفر منصات للشخصيات التي لن تتمكن من السفر إلى البحرين لحضور القمة.
إندونيسيا تفتتح الحوار
ووفق بيان للمعهد، فإن وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو، سيلقي الكلمة الافتتاحية للدورة السابعة عشرة للقمة، حيث يسلّط الضوء على أجندة الدفاع الإندونيسية عندما تبدأ رئاستها لمجموعة العشرين.
وأوضح أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، سيلقي كلمة صباح السبت تتناول سياسة بلاده الدفاعية اتجاه الشرق الأوسط، فيما يناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمة الأولويات الإقليمية.
ويشارك في القمة 20 متحدثًا رفيع المستوى من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأفريقيا، من بينهم وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان.
كما يشارك في الحوار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدكتور بيتر ماوري، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي وسكرتير مجلس الوزراء لشؤون الدفاع في كينيا يوجين اومالوا.
وتشارك في القمة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ومستشار الأمن القومي في جمهورية باكستان مؤيد يوسف، ومن اليمن يشارك وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك.
واعتبر بيكيت أن هذه القمة، التي تقام منذ 17 عامًا في البحرين، لم يكن بالإمكان إقامتها في أي مكان في المنطقة إلا في البحرين، فالبحرين تتعامل مع المعهد بوصفه مؤسسة فكرية مستقلة، إذ يقوم المعهد بوضع أجندة الحوار واختيار المشاركين ودعوتهم، فيما تولي حكومة البحرين اهتمامًا كبيرًا بالحوار عبر الدعم الدبلوماسي واللوجيستي لإنجاح القمة في كل عام.
تحولات جذرية بالمنطقة
أستاذ العلاقات الدولية، طارق فهمي، قال إن حوار المنامة يعد أقدم المنصات في الإقليم ويأتي في ظل ظروف صعبة، فالمنطقة تشهد تحولات جذرية نحو إعادة بناء الاستراتيجيات الأمنية في الإقليم.
وأضاف فهمي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك إطارا جديدا تتشكل فيه العلاقات الخليجية الإقليمية، لمواجهة التهديدات والمخاطر الإيرانية كان أحدثها المناورات العسكرية بمشاركة أميركا وإسرائيل.
وأوضح أن المنتدى سيوجه رسائل مباشرة سياسية وأمنية واستراتيجية إلى إيران باعتبارها أكبر مهدد للأمن الإقليمي في المنطقة، كما سيناقش استراتيجيات مجابهة "كيف نتعامل مع المخاطر الإقليمية؟".
وأكد على أن حوار المنامة أحد أهم المنصات العربية والإقليمية، ويعكس ذلك صموده على مدار 17 عاما وكذلك حجم الحضور والشخصيات البارزة، وستوجه خلاله البحرين رسالة بأن التفاعل سيكون لمواجهة التهديدات السياسية والاستراتيجية المستجدة في الإقليم عبر "العمل معا" لحماية الأمن القومي العربي بشكل عام.
ولفت إلى أن سياسات المنتدى تعتبر جدول أعمال مهم في سياقها العربي والإقليمي ورصد لأهم التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة بأكملها وهذا يتضح من حجم المشاركين ومكانتهم.