بدأ ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، وزوجته دوقة كورنوال، كاميلا، زيارة تاريخية إلى مصر، الخميس، بعد تواجده بالأردن ضمن جولة خارجية هي الأولى له وزوجته بعد جائحة كورونا، وهي الزيارة الأولى له لمصر منذ عام 2006.
وتحفل أجندة ولي العهد البريطاني وزوجته في مصر، والتي تستمر على مدار يومين، بالعديد من اللقاءات الرسمية، وكذلك الفعاليات المرتبطة بدعمه للتراث الثقافي في مصر ورواد الأعمال والنساء، إلى جانب قضايا التغير المناخي، في ضوء استضافة مصر لقمة المناخ 2022.
وبدأ برنامج الزيارة الحافل باللقاءات، باستقبال رسمي من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته انتصار السيسي في قصر الاتحادية. ثم التقي الأمير تشارلز بشيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحد الطيب، وفقا للمكتب الملكي.
وإلى جانب اللقاءات الرسمية، يتضمن برنامج زيارته، الخميس، لقاءات مع حرفيين في مهن مرتبطة بالتراث. كما يشارك في اجتماع لرواد الأعمال وقيادات نسائية.
ومن المقرر أن يحضر حفل استقبال بريطاني-مصري؛ احتفاءً بما يجمع البلدين من روابط، وذلك في منطقة هضبة الجيزة المطلة على الأهرامات. كما سيتوجه في نهاية زيارته لمصر، إلى مدينة الإسكندرية القديمة (شمالي البلاد).
وذكر بيان صادر عن السفارة البريطانية، أن الأمير تشارلز "لديه اهتمام راسخ بالمسائل البيئية وقضايا التغير المناخي"، وأن زيارته لمصر تأتي بعد تسلم القاهرة رئاسة النسخة الـ27 من قمة المناخ، بعد استضافة المملكة المتحدة لها في نسختها الـ 26".
وأفاد البيان بأنه خلال الزيارة "سينتهز الفرصة لبحث سبل العمل المشترك من أجل التصدي للتغير المناخي".
ترحيب حار
وفي غضون ذلك، شارك السفير البريطاني في القاهرة، غاريث بايلي، مقطع فيديو لعدد من المصريين يرحبون بزيارة الأمير تشارلز وزوجته كاميلا. واختتم الفيديو برسالة ترحيب مفادها: "أهلا بكم في مصر أم الدنيا".
تاريخ حافل بالزيارات
وكانت آخر زيارة للأمير تشارلز إلى القاهرة قبل نحو 15 عاما، وتحديدا في عام 2006، وهي الزيارة التي سبقتها زيارات أخرى للبلد؛ أولها كانت عام 1981، برفقة الأميرة ديانا بعد زواجهما، كجزء من شهر العسل، وتوجها إلى مدينة الغردقة آنذاك.
وحظت الزيارة حينها باهتمام رسمي واسع، وكان في استقبالهما لدى الوصول الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وزوجته جيهان السادات، وأقيمت مأدبة استقبال على شرف العروسين.
كما زار الأمير تشارلز مصر عام 1995، وتحديدا في شهر مارس من ذلك العام، وهي الزيارة التي التقى فيها شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الذي أهدى للأمير نسخة مترجمة من القرآن الكريم. كما التقى مفتي الديار المصرية، وزار منطقة إمبابة بعد تطويرها.
وشهد عام 2006 آخر زيارة رسمية للأمير إلى مصر، وذلك ضمن جولة شملت السعودية والهند، هدفها تعزيز الحوار وقيم التسامح والتفاهم بين الأديان.
وحفلت تلك الزيارة بجملة من اللقاءات والفعاليات، من بينها إلقائه محاضرة في جامعة الأزهر، التي منحته الدكتوراه الفخرية، فضلا عن لقائه بشخصيات ثقافية ودينية، من بينهم شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، الذي كان حينها رئيسا للجامعة.
وفي زيارته تلك، التي استمرت لخمسة أيام زار خلالها عدة معالم سياحية مصرية شهيرة، شارك الأمير تشارلز في افتتاح الجامعة البريطانية في القاهرة.