أجرى الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، بافل جلال الطالباني، الثلاثاء، زيارة لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، في مقره بمصيف صلاح الدين في محافظة أربيل.
وجاءت الزيارة في إطار مساع لتوحيد الصف الكردي، عشية بدء جولات التفاوض والحوار بين مختلف القوى السياسية العراقية، للاتفاق على طبيعة التشكيلة الحكومية القادمة، في ضوء نتائج الانتخابات الأولية.
ويسعى اللقاء إلى تنسيق موقف موحد وخطة عمل تجمع الحزبين الكرديين الرئيسيين في العاصمة العراقية بغداد، فيما يرجح متابعون أن تكون الحوارات الأولية المعلنة منها والسرية، قد بدأت بين العديد من أطراف العملية السياسية العراقية.
برنامج مشترك
وبحسب البيانات الصادرة، فقد شدد الزعيمان الكرديان على وضع برنامج مشترك، من أجل التعامل مع ملف تشكيل الحكومة المقبلة في العراق وترسيخ مبادئ الشراكة في الحكم.
وجرى بحث المرحلة الجديدة في العراق، خلال فترة ما بعد الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في أكتوبر الماضي، إلى جانب توحيد الخطاب الكردي في بغداد، ورغبة كل من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بتحقيق وحدة الصف والتآلف في البيت الكردي.
كما شدد الاجتماع، على المشروع الوطني المشترك على أساس المصالح القومية لجميع المسائل السياسية، ووضع برنامج مشترك بين الجانبين للتعامل مع ملف تشكيل الحكومة المقبلة في العراق، وترسيخ مبادئ الشراكة في الحكم وتلبية مطالب المواطنين وإرساء الاستقرار.
أجندة كردية
في تعليقه على الاجتماع، يقول الكاتب والصحفي، جمال آريز، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، إن اللقاء ضروري جدا لتنسيق المواقف الكردية وتوحيدها قبل بدء جولات التفاوض المكوكية في بغداد، للاتفاق إزاء الرئاسات الثلاث في العراق، وشكل الحكومة القادمة وبرنامجها والأطراف التي ستشارك فيها.
وأضاف آريز، أن الأكراد طرف محوري في هذه العملية ورقم صعب في المعادلة العراقية، ولهذا يسعى الطرفان لإعداد أجندة كردیة متكاملة عبر الحوار مع الأطراف الكردیة الأخرى، لكي یكون هناك خطاب كردستاني موحد.
ويتابع الكاتب العراقي "هناك قضايا وملفات جوهرية تفرض على الحزبين العمل معا لتسويتها، بما يساهم في تعزيز التجربة الديمقراطية العراقية العامة وفي إقليم كردستان، من المادة 140 من الدستور، وكيفية حل معضلة المناطق التي تشمل كركوك، وحصة الإقليم من الموازنة العامة الاتحادية العراقية، وغير ذلك الكثير من القضايا التي تحتاج لروح التوافق والعمل المشترك بين القوى الكردية ومع مختلف القوى السياسية العراقية".
تفاؤل حذر
في المقابل، يبدي مصدر سياسي كردي، في تصريح إلى سكاي نيوز عربية، تفاؤله الحذر من الافراط بالتفاؤل، بالقول”من حيث المبدأ، قد يبدو الحزبان متفقين على الخطوط العريضة والعامة لشكل وطبيعة الدور والمشاركة الكرديين في بغداد، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، حيث إن هندسة هذه التفاهمات وترجمتها عمليا وفق برنامج عمل وأجندة ملموسة هي المحك”.
ويتابع”اتفاقية التحالف الاستراتيجي بين الحزبين عمليا لم تعد قائمة، وخير دليل على ذلك خوضهما غمار معركة كبيرة حول منصب رئاسة الجمهورية العراقية، في العام 2018، وعليه فالمطلوب عدم تكرار ما حدث آنذاك، وتفعيل التعاون بين الطرفين فكلما كانا متفقين، صب ذلك في صالح تقوية الموقف الكردي في العراق".
و حل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حصد 33 مقعدا أولا على الصعيد الكردي، ورابعا على صعيد القوى العراقية، وفق نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، فيما نال الاتحاد الوطني الكردستاني 17 مقعدا، وحل ثانيا على المستوى الكردي، حاصدا المرتبة الخامسة على الصعيد العراقي العام، وبذلك فإن مجموع مقاعدهما الحالية يبلغ 50 مقعدا.
وفضلا عن الحزبين الرئيسيين، فإن قوى كردية أخرى ستكون حاضرة في البرلمان العراقي المقبل، كحركة "الجيل الجديد" التي حصدت 9 مقاعد، و"الاتحاد الإسلامي الكردستاني" الذي حصل على 4 مقاعد، فيما حازت الجماعة الإسلامية بكردستان العراق مقعدا واحدا فقط.
وفي حال تطور التفاهمات والاتفاقات بين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، نحو تشكيل كتلة برلمانية موحدة في مجلس النواب العراقي، فإن هذا يعني حسب مراقبين أكراد تحول الكتلة الكردستانية إلى ثاني أكبر كتل البرلمان العراقي بعد الكتلة الصدرية.