شهدت تونس خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، موجة حادة من انتشار فيروس التهاب القصبات الهوائية خاصة لدى الرضع.
وكشف أطباء عن إقامة عشرات الرضع "أكثر من 70" داخل أقسام الإنعاش بعد الإصابة بالتهاب القصبات الحاد الذي يأتي بأعراض مشابهة لتلك الخاصة بكوفيد-19، وتتمثل بارتفاع درجة الحرارة والسعال، وصعوبة التنفس تصل حد توقف الرضيع عن التنفس لمدة ثواني.
وأكدت مديرة مستشفى الأطفال "باب سعدون"، سعاد مسعودي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نسبة إشغال أسرّة الإيواء في المستشفى بلغت 93.3 في المئة، ووصلت لـ100 في المئة داخل قسم الإنعاش للرضع.
وأوضحت المسعودي أن التهاب القصبات الهوائية "يصيب الرضع كل عام بشكل دوري وسنوي باستثناء السنة التي تراجع فيها بسبب انتشار فيروس كورونا وطغيانه على باقي الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي حيث لم يتم تسجيل إلا حالات نادرة من هذا النوع من الالتهاب، بخلاف هذا الموسم، فمنذ انخفاض درجات الحرارة سجلت تونس عددا كبيرا من الإصابات، وقبل التاريخ المتعارف عليه أي الفترة الممتدة من شهر ديسمبر إلى مارس".
وقالت المسعودي إن مستشفى الأطفال استقبل في بداية نوفمبر حالات خطيرة خاصة لدى الرضع، وبات الإقبال على أقسام الإنعاش أكثر من العادة ما أثار مخاوف القائمين على مستشفى الأطفال والأطباء الذين دعوا العائلات للانتباه إلى نقلهم العدوى للأطفال خاصة الرضع من عمر يوم واحد حتى ثلاث أشهر.
وبدوره اعتبر المختص في علم الفيروسات والأوبئة محجوب العوني، أن "رينو فيروس أو الفيروس المخلوي التنفسي" يصيب الأطفال ويسبب التهابات وصعوبة في التنفس، وقد عاد للظهور بقوة بعد انخفاض درجات الحرارة وتقلص انتشار فيروس كورونا الذي كان مسيطرا على كل فيروسات الجهاز التنفسي.
ولفت العوني إلى أن تراجع المواطنين في الالتزام بالإجراءت الوقائية والتباعد، ساهم في انتشار العدوى به، مؤكدا أن" الإجراءات الوقائية وخاصة ارتداء الكمامة تحمي من كل الفيروسات التنفسية خاصة وأننا مهددون اليوم بفيروسات تنفسية تعود بأكثر قوة مع انخفاض درجات الحرارة وانحسار فيروس كورونا".
ومن جهته أكد رئيس جمعية طب الأطفال الدكتور محمد الدوعاجي، أن فيروس التهاب القصبات الحاد أخطر على الأطفال من فيروس كورونا.
ولمواجهة هذا الفيروس، قامت وزارة الصحة التونسية بتهيئة مراكز الصحة الأولية في عدد من المناطق ذات الكثافة السكانية لاستقبال الرضع المصابين بالتهاب القصبات الحاد، وتقديم العلاج اللازم للتخفيف من العدوى، وتقليص الضغط على مستشفى الأطفال الذي قارب على بلوغ طاقته الاستيعابية الكاملة.