كشفت مصادر ليبية مطلعة أن اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" ستعقد اجتماعا جديدا في مصر خلال الأيام العشرة الأخيرة من نوفمبر، ليكون ثاني لقاء لها خلال الشهر الجاري.
وأوضحت المصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن الاجتماع سيأتي عقب مؤتمر باريس حول ليبيا، وسيشهد حضور ممثلين عن دول الجوار الليبي، وهي "السودان وتشاد والنيجر"، مثل اللقاء السابق.
وفي هذا السياق، أشاد الخبير الاستراتيجي محمد الرجباني بعقد اجتماعات اللجنة في ظل استضافة مصر، وتحت رعاية الأمم المتحدة، مشددا على أن اللجنة تقطع أشواطا جديدة نحو تحقيق مهمتها المتمثلة في "إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب بكل مسمياتهم".
ويرتبط حضور دول السودان وتشاد والنيجر بملف تأمين الجنوب الليبي، صاحب الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، حيث نبه الرجباني إلى معاناة الجنوب من انتشار العناصر الإرهابية والتشكيلات الإجرامية وظاهرة الهجرة غير الشرعية في المساحات الشاسعة والوعرة هناك، مما دفع الجيش إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة قبل شهور لتحقيق السيطرة الأمنية.
دعم دولي لـ"5+5"
وبشأن الاجتماع الأول في مصر، دعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء والسلطات الليبية ودول الجوار إلى دعم لجنة "5+5" لتنفيذ خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب "بطريقة تضمن استقرار ليبيا" وفق الخطة الموقعة في جنيف يوم 8 أكتوبر الماضي، قائلة إن الاجتماع، الذي دار على مدى 3 أيام، شهد "الاتفاق على إنشاء آلية اتصال وتنسيق فعالة لدعم تنفيذ خطة عملها بشأن خروج المرتزقة في عملية تدريجية ومتوازنة ومتسلسلة".
وأوضحت بعثة المنظمة لدى ليبيا، في بيان، الخميس، أن هذه "الآلية ستمكن من اتخاذ الخطوات الأولى من عملية الانسحاب التي ستأخذ في الاعتبار بشكل كامل احتياجات ومخاوف ليبيا وجيرانها"، مضيفة أنه "سيتم عقد الاجتماعات بين اللجنة والسلطات الليبية وممثلي دول الجوار (من تشاد والنيجر والسودان) خلال عملية التنفيذ".
إشادة دولية بالدور المصري
ووصف المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، نتائج اجتماع القاهرة بـ"الإنجاز المهم الذي يمكّن من اتخاذ خطوات عملية لخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب القادمين من هذه البلدان كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل وفي حينه لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2570 (2021)".
وأثنى كوبيش على مصر لاستضافتها ودعمها للاجتماع المهم الذي جاء بطلب من اللجنة العسكرية، ويسرته البعثة الدولية، لافتا إلى أن الدور المصري "ساهم في نجاح الاجتماع، كما أقر به المشاركون".