اتهم تقرير أوروبي نشر، الخميس، القيادي في تنظيم إخوان ليبيا، علي الصلابي، بتدريب الميليشيات المسلحة في البلاد، والمساعدة بتقديم الدعم المالي واللوجستي لها، فضلاً عن المساهمة في نقل المرتزقة من بعض الدول إلى الداخل الليبي.
وأشار التقرير الذي نشره موقع "نورديك مونيتور"، الأوروبي المتخصص بدراسات الإرهاب والتحليلات العسكرية، مرفقاً بوثيقة مسربة من داخل تركيا، أن الصلابي، لعب دوراً كبيرا في ليبيا خلال السنوات الماضية، تردد منذ عام 2016، على مؤسسات بالخارج بهدف تدريب عناصر وقيادات إخوانية تم نقلهم فيما بعد إلى داخل ليبيا، علاوة على تسليحهم.
وأوضح التقرير إلى أن "الصلابي، أحد تلامذة يوسف القرضاوي، كان أحد الوسطاء الرئيسين الذين يوجهون الأسلحة والأموال إلى الجماعات المتشددة في ليبيا، وقد أدرجته بضع الدول العربية عام 2017 على قائمة تتبّع الإرهابيين".
وفي السياق ذاته، قالت مصادر ليبية مطلعة في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إن الصلابي يشتهر بكونه "عراب تسليح الإخوان"، منذ اندلاع الأحداث في البلاد في العام 2011، مشيرة إلى أنه ساهم إلى جانب قيادات بارزة في التنظيم، في توظيف الميليشيات لخدمة أهداف التنظيم الإرهابي والدول الداعمة له.
ووفق المصادر، يقدم الصلابي دعما كبيراً للميليشيات الإخوانية والمتحالفين معها داخل ليبيا ويسمى بـ"قرضاوي ليبيا"، نظراً لكونه تلميذا للقيادي الإخواني يوسف القرضاوي، وله عشرات المؤلفات التي تدعم وتشرعن الفكر المتطرف والنزاعات المسلحة.
النشاط الحالي
وأكدت المصادر أن الصلابي يكثف من نشاطه خلال الفترة الحالية ضمن منظومة عمل إخوانية تحاول عرقلة الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر المقبل من خلال حشد الميليشيات والمرتزقة في الغرب الليبي.
وحول طبيعة الدور الذي لعبه الصلابي في تعميق الصراع داخل ليبيا، خلال السنوات الماضية، قالت المصادر إنه منظّر الفكر الإرهابي وأحد أبرز قيادات الجماعة الليبية المقاتلة التي تأسست في عام 1982 على يد علي العشيبي تحت اسم "شباب الجهاد"، قبل أن تلاحقها السلطات الليبية.
وبعد اندلاع احتجاجات فبراير عام 2011 كانت لقيادات "المقاتلة" دور كبير في الاستيلاء مناطق متفرقة في ليبيا، بدعم من قوى خارجية.
يذكر أن علي الصلابي وشقيقه إسماعيل، جاءا ضمن قائمة الإرهاب المشتركة التي أصدرتها دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، في يونيو2017.
وصنفت الأجهزة الأمنية البريطانية "الجماعة الليبية المقاتلة" في عام 2005 كجماعة إرهابية، واصفة إياها بأنها تسعى إلى إقامة "دولة متشددة" على الأراضي البريطانية، وأنها جزء من حركة متشددة مستوحاة من أفكار تنظيم القاعدة الإرهابي.
وعلى الرغم من حل "الجماعة الليبية المقاتلة" في عام 2010، فإن قادتها الرئيسيين لا يزالون ناشطين في أوروبا.
تحد أمام الأوروبيين
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، إن الجماعة الليبية المقاتلة، التي يعد الصلابي أحد أبرز قاداتها، تمثل تحدياً كبيراً أمام أي محاولة لتفكيك الإرهاب لصالح تنفيذ خريطة المستقبل السياسي في الداخل الليبي.
ويقول محمد إن خطر هذه الجماعة قد امتد إلى عدة دول أوروبية ونفذ أعضاؤها عمليات دموية واسعة قبل سنوات، ومن ثم بدأت التحذيرات الأوروبية تتصاعد من جراء الخطر الذي تمثله الجماعة.