أثار الهجوم الذي تعرضت له منطقة المنصور في العاصمة بغداد، قلق الأوساط الشعبية، من عودة الميليشيات المسلحة إلى استهداف البعثات الأجنبية، فيما يرى مراقبون أن هذا الهجوم يمثل رسالة رفض لنتائج العد والفرز اليدوي.
وتُجري مفوضية الانتخابات العراقية، عدّاً وفرزاً لبعض المحطات المطعون في نتائجها، من قبل الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، فيما أعلنت نتائج 3 محافظات والتي جاءت متطابقة للعد والفرز الإلكتروني.
وسقطت 3 صواريخ من نوع كاتيوشا فجر الأحد، على منطقة المنصور، بالتزامن مع إعلان المفوضية بدء عمليات العد والفرز في عدد من محافظات البلاد.
وهجوم الأحد الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو 4 أشهر قرب المنطقة الخضراء، ولا يتم الإعلان عادة عن الجهة التي تقف وراء مثل هذه الهجمات لكن الاتهامات لا تغادر دائرة الميليشيات التابعة لإيران.
وقالت مصادر أمنية إن "3 صواريخ كاتيوشا سقطت على منطقة المنصور في بغداد"، وقع أحدها "قرب مستشفى الهلال الأحمر"، والآخر "في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي للمصرف الاقتصادي"، موضحاً أن "البناية (المصرف) مهجورة".
أما الثالث فقد "سقط في بداية مدخل شارع الزيتون داخل محطة دائرة مياه اسالة المنصور".
"الإطار" يرفض اليدوي
كما جاء الهجوم، بعد ساعات على إعلان ما يُسمى "الإطار التنسيقي" الذي يضم القوى الشيعية الخاسرة بالانتخابات، رفضه نتائج العد والفرز اليدوي، بسبب تطابقها مع الإلكتروني.
وجاء في البيان: "استمرارا لموقفنا في متابعة الاجراءات القانونية في النظر بالطعون، وإجراء العد والفرز اليدوي على أساسها لاحظنا أن الاجراءات التي وضعتها المفوضية للعد والفرز اليدوي أفرغ العملية من مضمونها من خلال اعتماد المعايير الالكترونية، وليس المعايير البصرية في العد اليدوي، خلافاً لقانون الانتخابات الذي أكد اعتماد نتيجة العد اليدوي عند الطعن وليس المعايير الالكترونية".
وأضاف، أنه "مع إعلان المفوضية وجود أكثر من 700 ألف ورقة اقتراع غير مقروءة، فقد أعلنت المفوضية نتيجة المطابقة 100 بالمئة مع وجود آلاف الأوراق التي لم تقرأ بواسطة الجهاز، وهو استمرار متعمد لتغييب إرادة الناخبين".
وأكد "الإطار التنسيقي" رفضه لهذه الاجراءات ونتائجها، فيما طالب الهيئة القضائية بالنظر بموضوعية في جميع الطعون المقدمة.
وعبرت أوساط شعبية عراقية، عن قلقها من عودة المجاميع المسلحة، أو ما تُسمى بـ"خلايا الكاتيوشا" إلى استهداف المطارات المدنية، ومقرات البعثات الأجنبية، في ظل الإرباك العام الحاصل بشأن نتائج الانتخابات.
انتهاء الهدنة
وقال المحلل الأمني العراقي كمال البياتي إن "عودة الهجمات الصاروخية على المقرات، والمناطق الحسّاسة، يعطي مؤشراً بانتهاء فترة الهدنة، التي أعلنت عنها الميليشيات، قبل انطلاق الموسم الانتخابي، وأن العراق مقبل على تصعيد وتسخين كبير، بهدف الضغط، على المفوضية، وإيصال رسائل بالصورايخ، بضرورة الاستجابة لمطالب تلك المجموعات، وهو الحصول على مقاعد نيابية".
وأضاف البياتي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الساحة العراقية لا تحتمل مثل هذا التصعيد، في ظل الأجواء المتوترة، حيال نتائج الانتخابات، وانعكاساتها على الوضع الشعبي والاقتصادي"، مشيراً إلى أن "المجاميع المقربة من إيران لا تكترث للوضع الداخلي، وأشعلت عدة جبهات لمواجهة خسارتها في الانتخابات".
ومنذ مطلع العام، استهدف أكثر من 50 هجوما المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، آخرها استهداف مطار أربيل بطائرات مسيرة مسلحة منتصف سبتمبر.
ولجأت الفصائل المسلحة، التي خسرت في الانتخابات إلى فتح عدة جبهات لمواجهة تلك الخسائر، مثل افتعال المشاكل الأمنية، والتوترات في محافظة ديالى، واللجوء إلى الهجمات الصاروخية، فضلاً عن الاعتصام قرب المنطقة الخضراء، والتشكيك الدائم بإجراءات مفوضية الانتخابات.