فسر مراقبون وخبراء أمنيون عراقيون ارتكاب تنظيم داعش الإرهابي مجزرة مروعة في محافظة ديالى شمال بغداد، الليلة الماضية، باستغلال التنظيم للتجاذبات التي تشهدها البلاد، إثر الانتخابات البرلمانية.
وكان مسلحو داعش ارتكبوا واحدة من أبشع مجازر التنظيم الإرهابي في ديالى، وتحديدا في قرية الرشاد الواقعة بقضاء المقدادية، وراح ضحية المجزرة نحو 40 شخصا ما بين قتيل وجريح من المدنيين العزل من السلاح.
ويحذر المراقبون من أن التنظيم يعمل على جر البلاد للفتنة الطائفية مجددا، إذ يرتكب جرائمه في مناطق مختلطة مذهبيا، كما هي الحال في محافظة ديالى، ومركزها مدينة بعقوبة.
ولا تستبعد مصادر خاصة تحدثت إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، طلبت عدم الافصاح عن هويتها، أن "يكون داعش يحاول عبر رفع وتيرة هجماته الإرهابية، الثأر من تتالي الضربات الموجعة للتنظيم في العراق خاصة، ولا سيما بعد سقوط نائب البغدادي في قبضة القوات العراقية، اثر عملية استخباراتية نوعية نفذت خارج البلاد وانتهت بالقاء القبض عليه".
وتتوقع تلك المصادر وقوع هجمات إرهابية مشابهة خلال الفترة القريبة القادمة، لبث الفوضى وخلط الأوراق وتسعير النعرات المذهبية.
وعلق رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" على المجزرة الداعشية بالقول: "سنطاردهم أينما فروا، داخل العراق وخارجه، وجريمة المقدادية بحق شعبنا لن تمر من دون قصاص".
من جانبه، تساءل الكاتب السياسي العراقي، علي البيدر في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "لماذا بقيت خطوط التماس المذهبية العراقية في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك وأجزاء من بغداد وحتى في نينوى، هشة ورخوة أمنيا، ولماذا لا يزال هذا التنظيم الإرهابي يتحرك في هذه المناطق بل ويسيطر على مناطق منها، رغم مرور سنوات على اعلان هزيمته وتحرير المناطق العراقية التي كان يحتلها في العام 2017".
وأضاف البيدر أن هذا الأمر ربما "يشي أنه هناك ربما من يستفيد من وجوده وبقائه في تلك المناطق، لتسعير نار الفتنة المذهبية بين العراقيين، وابقائها متقدة".
لكن الشعب العراقي الآن مختلف عنه عما كان في العام 2006، كما يوضح البيدر، الذي قال: "حيث الوعي الوطني العراقي عابر للانقسامات والاعتبارات الفئوية والطائفية منها خاصة، ومع الأسف مع تفجر كل أزمة سياسية في العراق نرانا أمام انفجار أزمة أمنية، وهكذا دواليك ما يضعنا أمام علامات استفهام كبيرة".
وكان الكاظمي قد أعلن بعيد انتهاء عمليات الاقتراع الانتخابية العامة في العاشر من أكتوبر الجاري، إلقاء القبض على سامي جاسم، مسؤول المالية، ونائب زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي .
يذكر أن وتيرة العمليات الإرهابية لفلول تنظيم داعش وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف أرجاء العراق، موسعة نطاق استهدافاتها لتطال فضلا عن المواقع العسكرية والمدنية العراقية، حقول النفط والغاز، وشبكات انتاج وأبراج نقل الطاقة الكهربائية والمائية.