أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الجمعة، أن هناك نقاط التقاء واختلاف بين موسكو وتل أبيب في الملف السوري، في وقت اكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت بالقول إنه ناقش مع بوتن ملفي سوريا والبرنامج النووي الإيراني.
جاء هذه التصريحات المقتضبة على هامش القمة التي جمعت بوتن وبينيت في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
وهذه هي أول زيارة لبينيت إلى روسيا منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في يونيو الماضي، خلفا لبنيامين نتانياهو، الذي ربطته علاقة وثيقة مع الرئيس الروسي، لدرجة أنه كان يزوره أكثر مما يزور الولايات المتحدة.
وقال بوتن في التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام الروسية خلال القمة: "كما تعلمون نبذل جهودا على طريق استعادة الدولة السورية وتعزيزها، هناك قضايا خلافية هنا وهي كثيرة، لكن هناك نقاط التقاء أيضا وفرص للتعاون خاصة فيما يتعلق مسائل مكافحة الإرهاب".
وأضاف: "هناك الكثير من القضايا التي يجب علينا مناقشتها".
وتابع بوتن: "آمل أنه ورغم المعارك لسياسية الداخلية، التي لا مفر منها لكل دولة، فإن حكومتكم ستواصل اتباع سياسة الاستمرارية فيما يتعلق بالعلاقات الروسية الإسرائيلية، حيث طورنا علاقات ثقة وعمل مع الحكومة السابقة".
النووي الإيراني
وبدا لافتا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تجب الإشارة إلى البرنامج النووي الإيراني، الذي يشكل أولوية قصوى لإسرائيل وتشكل بلاده جزءا من الاتفاق الدولي، الذي تبذل الجهود حاليا لإحيائه.
وتتزامن هذه المحادثات مع جولة للمبعوث الأميركي المكّلف بالبرنامج النووي الإيراني، روبرت مالي، تتناول سبل استئناف المفاوضات التي تواجه مأزقا حاليا، وسط تقارير تتحدث عن تسارع الخطوات الإيرانية صوب امتلاك سلاح نووي.
وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالب بينيت: "سنناقش بشكل مفصل التعاون التجاري والاقتصادي فكما قلتم لدينا إمكانيات كبيرة وما زال بإمكاننا زيادتها، وبطبيعة الحال سنناقش الوضع في سوريا تلك الجهود المبذولة اليوم لوقف البرنامج النووي الإيراني".
وتابع بينيت: "قدتم سيادة الرئيس خلال آخر 20 عاما تمتين العلاقات بين بلدينا وأوصلتم تلك العلاقات إلى مستواها الحالي. أريد أن أقول لكم باسم الشعب الإسرائيلي بأننا نرى فيكم وفي شخصكم صديقا قريبا جدا لإسرائيل".
تجاوز الفتور
ويبدو أن بينيت يحاول تعزيز علاقات تل أبيب مع موسكو في الملف السوري بشكل كبير، بعد رحيل نتانياهو عن الحكم، وفي ظل التقارير التي تحدثت عن "فتور" روسي تجاه الغارات الإسرائيلية المتكررة في سوريا.
وتملك روسيا نفوذ كبيرا في سوريا منذ بداية تدخلها العسكري هناك في عام 2015، في المقابل، تواصل إسرائيل منذ سنوات شن غارات على مواقع إيرانية في سوريا، التي مزقتها الحرب الأهلية.
وتنظر إسرائيل للوجود الإيراني في سوريا باعتباره تهديدا أمنيا خاصة في المناطق الجنوبية، وتتعامل معه بالضربات الجوية والصاروخية، كما يشكل مثار خلافات مع روسيا بسبب التباين في النظرة إلى هذا التمركز.