قررت حكومة الوحدة الوطنية الليبية استضافة العاصمة طرابلس للمؤتمر الدولي الداعم لمبادرتها "استقرار ليبيا"، المقرر عقده في يوم الخميس المقبل، واستبعاد مدينة سرت من استقبال هذا الحدث.
وقالت مصادر متعددة، لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه كان من المقرر أن تكون الوجهة سرت، الواقعة في منتصف البلاد، لأن بها المقر الدائم للجنة العسكرية المشتركة "5+5"، وتحظى بتأمين جيد من الجيش الوطني الليبي والأجهزة الأمنية الأخرى، في الوقت الذي تطفو فيه على السطح مخاوف بشأن تأمين المؤتمر في العاصمة، التي تسيطر عليها الميليشيات والمجموعات المسلحة.
وقالت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، إن المبادرة تهدف إلى تقديم الدعم السياسي والتقني لتنفيذ وقف إطلاق النار، ودعم مخرجات لجنة "5+5"، وكذلك دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد المؤسسة العسكرية، بما يعزز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها ووحدة ترابها.
وبحسب المنقوش، فسيتناول المؤتمر أيضا "تقديم الدعم الفني في مجال فك ودمج العناصر المسلحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنيا، ومدنيا، بالإضافة إلى انسحاب كافة المرتزقة والقوات الأجنبية، التي يشكل استمرار وجودهم تهديدا ليس فقط لليبيا، بل للمنطقة بأسرها".
فوضى الميليشيات في العاصمة
ومنذ تشكيل حكومة الوحدة، سجل عدة وقائع لفوضى وتحارب الميليشيات داخل العاصمة، أولها محاولة عناصر مسلحة اقتحام فندق "كورنثيا" في مطلع مايو الماضي، حيث تعقد اجتماعات للمجلس الرئاسي.
وسعى هؤلاء المسلحون للضغط على "الرئاسي" من أجل إصدار قرار لإقالة المنقوش، على خلفية دعوتها إلى انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
ثم دارت مواجهات عنيفة في أغسطس الماضي بين مجموعتين تتبعان "ميليشيا غنيوة" و"كتيبة النواصي" عند مبنى الرقابة الإدارية، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين موظفي الهيئة الموجودين بالمبنى والمدنيين من سكان المنطقة جرّاء إطلاق النار الكثيف، الذي أدى إلى سقوط ضحايا بينهم حالات وفيات.
ثم دارت مواجهات أخرى في مطلع سبتمبر الماضي، كان أحد أطرافها "ميليشيا غنيوة" أيضا ولكن ضد "ميليشيا 44"، استخدمت فيها الدبابات وقذائف المدفعية الأخرى، حيث استمرت تلك المواجهات من لساعات طويلة.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي العميد محمد الرجباني معاناة طرابلس تحت وطأة الميليشيات والمجموعات المسلحة، التي تدور بينها المواجهات بين الحين والآخر، كما أشار أنهم سبق أن مارسوا ضغوطا ووجهوا تهديدات للوزراء في الحكومة الحالية.
وشدد الرجباني على أن وضع سرت الأمني أفضل، إذ تنعم بتأمين الجيش الوطني الليبي، وفيها تعقد اجتماعات لجنة "5+5"، وهي المعنية بالأساس بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار من إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وتوحيد المؤسستين العسكرية والأمنية، وحل الميلشيات والمجموعات المسلحة.
وفي حين أشار الباحث السياسي محمد قشوط إلى إعلان المؤسسة الوطنية للنفط الإثنين، خطف رئيس لجنة إدارة معهد النفط وموظف آخر في شركة أكاكاوس اليوم في طرابلس، متسائلا عن كيفية عقد مؤتمر بهذا الحكم في ظل هذه الظروف.
وأضاف أنه لم تظهر أي أسباب مقنعة لتغيير مكان انعقاده من سرت، متفقا مع وجهة النظر التي تذهب إلى وجود تخوفات حقيقية بشأن عقد المؤتمر في ظل سيطرة الميليشيات على العاصمة، وما تشهده من خروقات أمنية.