بعد الأحداث الدامية التي شهدها لبنان يوم الخميس، أكد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أن حكومته باقية لمعالجة قضية تحقيق انفجار بيروت بهدوء، مؤكدا على استقلال القضاء، بينما توعد الرئيس اللبناني ميشال عون بالنتسببين بالأحداث.
وشهدت بيروت أعمال عنف وإطلاق نار، الخميس، في أعقاب احتجاجات دعت لها حزب الله وحركة أمل، على خلفية قضية مرفأ بيروت الذي وقع قبل أكثر من عام.
ويرى حزب الله وحركة أمل، أن قاضي التحقيقات في القضية طارق البيطار "مسيس ومتحيز" ويطالبون بعزله.
ويريد البيطار استجواب عدد من كبار السياسيين ومسؤولي الأمن، ومنهم حلفاء لحزب الله، بتهمة الإهمال الذي أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم.
ودعا أنصار حزب الله وحركة أمل إلى تجمع أمام قصر العدل في بيروت رفضا لقرارات القاضي، وكان من المفترض أن تقتصر الاحتجاجات على محامين وعاملين في قطاعات معينة.
وأدت أعمال العنف إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات.
تعليق رئيس الحكومة
وقال ميقاتي في قابلة إعلامية: "باقون في الحكومة والمعالجة الهادئة لقضية التحقيق في انفجار مرفأ لبنان جارية"، ولكنه أشار إلى أن حكومته "سلطة تنفيذية" ولا تستطيع التدخل في القضاء.
وأكد ميقاتي إلى أنهم "ملتزمون بإجراء الانتخابات وفق المواعيد الدستورية رغم أن ما حصل اليوم غير مشجع".
وأشار رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن اتصالاته الأخيرة مع الجيش تفيد بتحسن الوضع الأمني في الشارع.
ميشال عون يحذر
ومن جهته استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، عصر الخميس، في قصر بعبدا، قائد الجيش الذي أطلعه على تفاصيل الاحداث الأمنية التي شهدها لبنان الخميس.
وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة له مساء الخميس، أن الدولة والمؤسسات هي المرجعية الوحيدة لحل الخلافات وليس الشارع.
وحذر عون: " سيتم محاسبة المسؤولين عن أحداث اليوم.. لن نسمح لأحد أن يأخذ لبنان رهينة لمصالحه وحساباته".
وأشار عون إلى أنه من غير المقبول أن يعود السلاح كلغة للتخاطب بين الفرقاء، مؤكدا أنه لن يتساهل أو يستسلم "لأي أمر واقع يسعى لنشر الفتنة".
رد فعل القوات اللبنانية
واستنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة بمناسبة التظاهرات التي دعا إليها "حزب الله"، معتبرا أن السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلت.
ونفى جعجع تورط حزب القوات اللبنانية في إطلاق النار اليوم في بيروت.
وقال جعجع: "ما حصل اليوم نتيجة عملية للشحن الذي بدأه حسن نصر الله والتحريض ضد المحقق العدلي".
الحريري
وقال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري: "أن ما حصل اليوم في بيروت من مشاهد إطلاق نار وقذائف وانتشار للمسلحين أعادنا بالذاكرة لصور الحرب الأهلية البغيضة، وهو أمر مرفوض بكل المقاييس".
ودعا الحريري الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار، وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الأهلي.