خلال الأسابيع الماضية، عجت مختلف المدن والمحافظات العراقية، بالملصقات والإعلانات الانتخابية الخاصة بالتحالفات والقوائم المتنافسة، وبصور وأرقام تسلسل المرشحين الحزبيين منهم والمستقلين.
هذا الأمر أثار حفيظة العديد من النقاد والفنانين العراقيين، ممن اعتبروا هذا الكم الضخم والعشوائي من جداريات ولوحات الدعاية الانتخابية، المفتقدة في غالبها لأبسط جماليات الفن والذوق العام، أشبه بتشويه بصري للمشهد في مختلف مدن العراق وبلداته.
وتعليقا على هذه الظاهرة، يقول الفنان التشكيلي العراقي سبهان الغبشة، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :"كان من المفترض تخصيص أماكن معينة في كل حي أو شارع لعرض الملصقات والإعلانات الانتخابية، في إطار معين ومساحة محددة، تتيح للمواطن الناخب مشاهدة ممتعة وجذابة للمعروض منها أمامه، لكن مع الأسف فإن الواقع على الأرض يشير لعشوائية مؤذية للنظر، ومشوهة للمنظر المدني، بحيث يختلط على الناخب حابل المرشحين بنابلهم، ويغدو عاجزا عن فك طلاسم الإعلانات المتداخلة والمتزاحمة بشكل عشوائي بحت، مما يؤثر سلبا بطبيعة الحال على الناخب ويجعله في حيرة من أمره".
ويضيف الفنان التشكيلي العراقي: "هناك تجاور غير مفهوم وغير متسق للوحات والاعلانات الانتخابية بأحجامها المتفاوتة كبيرة ومتوسطة وصغيرة، والموضوعة سوية مع بعضها، فمثلا في مدينة الموصل أغلب اللوحات الإعلانية الانتخابية موضوعة على الأرصفة ووسط الشوارع، في اختيارات خاطئة لأماكن النصب والعرض".
ويتابع: "إعلانات الدعاية الانتخابية أكثرها مجرد قطع كارتونية، ولا تمت للفن بصلة، فمعظم صور المرشحين مثلا أشبه ما تكون بصور ملتقطة لاستخراج جواز سفر، وتكاد تكون بلا روح، ولا تعكس اللوحات الانتخابية الدعائية عامة العمق الحضاري والثقافي للعراق ولمختلف مدنه ومناطقه ومعالمه".
ويضيف الغبشة قائلا: "الانتخابات تتم كل 4 سنوات مرة، ما يقتضي أن يضطلع بتصميم هذه الإعلانات الانتخابية، فنانون ومحترفون من أهل الاختصاص، كي تتضمن لمسات فنية وتشكيلية، تشد الناخب وتبهره، لا أن تنفره وتثبط من عزيمته، حين يقوم من هب ودب بتصميمها ونصبها".