تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لافتتاح المعرض الأهم في العالم، الخميس، إكسبو دبي 2020، وهو المعرض الأهم على مستوى العالم، الذي يقام على مساحة 438 هكتار في "مركز دبي التجاري - جبل علي" في الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي، وتستمر فعالياته على مدار ستة أشهر، بمشاركة واسعة من 192 دولة وأهم المنظمات العالمية.
ومنذ تدشين معرض إكسبو عام 1851 والبصمات المعمارية للمعرض لا تزال موجودة في عديد من المدن التي أُقيم فيها، ربما أهمها برج إيفل في باريس والإبرة الفضائية في سياتل بالولايات المتحدة.
وعلى هذا المنوال، يرى مختصون أن منشآت إكسبو 2020 دبي ستُسجل أيضًا في ذاكرة البشرية، إذ تخطط دبي لإعادة استخدام 80 بالمئة من البنى التحتية المخصصة لمعرض "إكسبو 2020".
المعماري المصري علي خالد عليوة، يشرح أهمية المنشآت بمعرض إكسبو دبي 2020، إذ يقول إن أهم ما يميز المنشآت أنها صُممت لتبقى خالدة، مذكرًا بتاريخ بُرج إيفيل الذي بُنيَّ أيضًا في فعاليات معرض إكسبو عام 1889، وصُمِّم من المعدن حتى يسهل تفكيكه بعد انتهاء المعرض، لكنه بقي في موقع وأصبح أحد أهم المعالم في العالم.
ويتوقع عليوة في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية أن عديد من مباني معرض إكسبو دبي 2020 ستمضي في طريق المجد الذي حققه برج إيفل، ويشير إلى عدد من المنشآت على وجه التحديد التي تتميز بالتفرد.
يقول المعماري المصري إن القبة الفولاذية الموجودة بساحة الوصل تصلح لأن تكون علامة مميزة ومعلم رئيسي لمدينة دبي في المستقبل، حيث أنها تتميز بالتجريد واستعراض العظمة الإنشائية، كما أنها تمزج التكنولوجيا بعظمة العمارة، حيث يوجد شاشة عرض بنطاق 360 درجة توفر تجربة هامة للمستخدم.
ويشير عليوة إلى أن المنشآت المعمارية لم تعد قائمة على مجرد إقامة منشأة فقط، لكنها تعتمد على التفاعل الإنساني مع المنشأة، مثل مزج تقنية الواقع الافتراضي، الذي تم استخدامه في عديد من أجنحة معرض إكسبو دبي 2020.
وتعد القبة الفولاذية أحد أهم المنشآت بساحة الوصل التي تعد المعلم الرئيسي في قلب المعرض، ومن المقرر أن تستضيف الساحة عدداً من الفعاليات والاحتفالات الضخمة خلال فترة الحدث وبعدها.
والساحة من تصميم المعماري الأميركي أدريان سميث، وهو مصمم برج خليفة، وفندق ترامب، وشارك سميث الشركة المعمارية غوردون جيل.
من بين المنشآت التي أشار المعماري المصري إلى أهميتها أيضًا، جناح التنقل، وهو من تصميم المكتب البريطاني "فوستر وشركاه"، وهو مبنى يعبر أهمية سهولة التنقل والحركة سواء بشكل رأسي أو أفقي، وهي من أهم مميزات المدن الذكية عمومًا.
ويقول إن مثل هذا المنشآت لا تعتمد على المعماري فقط، لكنها تستند إلى تضافر جهود المهندسين بشكل عام، والابتكار في مجال النقل، وهو ما يعبر عنه المصعد الموجود بجناح التنقل، والذي يسع أكثر من 160 شخصا، ويمثل جيلا جديدا من المصاعد الكهربائية، وقد يحدث طفرة في ناطحات السحاب.
الاستدامة
ويشتمل معرض إكسبو 2020 على كثير من الأجنحة الأخرى المميزة، لكن من أهمها جناح الاستدامة "تيرّا"، ويعني باللاتينية "كوكب الأرض" الذي من المزمع أن يتحول إلى مركز للأطفال والعلوم بعد انتهاء المعرض.
ويتميز الجناح الذي صممته شركة "غريمشو أركيتكتس" بوجود مظلة بقطر 130 متر مزودة بنحو ألف لوحة شمسية، تستخدم بتوليد الكهرباء يوميًا، ما يعكس مفهوم الاستدامة بشكل عملي.
ويتضمن الجناح، الذي تصل مساحته إلى 25 ألف متر مربع، تقنيات متطورة لإعادة تدوير المياه الرمادية، وكذلك يتوفر به تكنولوجيا تستطيع تحويل الرطوبة الموجودة في الهواء إلى ماء.
أما الجناح الوطني فهو من تصميم المعماري الإسباني الشهير سانتياغو كالاترافا، ويقع في منطقة الفرص، ويروي هذا الجناح، المصمم على شكل صقر يستعد للتحليق، قصة دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها مركزا عالميا، ورؤية قادتها لصنع مجتمع سلمي وتقدمي ذي خطط طموحة للمستقبل.
ويتكون الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة من أربعة طوابق بإجمالي مساحة تبلغ 15 ألف متر مربع، مع مساحة مخصصة للضيافة في الطابق العلوي، إضافة إلى معارض الثقافة والإنجازات الإماراتية.