أعلن وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، تزايد معدلات سقوط مياه الأمطار بمنابع النيل، ما أدى إلى ارتفاع كميات مياه النهر المتدفقة إلى بحيرة السد العالي، موجها بضرورة متابعة الموقف المائي، والتعامل مع الأمطار الغزيرة.
وقال عبد العاطي، إن قطاعات الوزارة المختلفة تتابع لحظيا معدلات سقوط الأمطار على منابع نهر النيل، وهيدرولوجيا النهر، وقياس كميات المياه التي تصل إلى بحيرة السد العالي، كما تبحث السيناريوهات المختلفة لفيضان نهر النيل، مشيرا إلى أن لجنة إيراد نهر النيل تنعقد بشكل دوري لمتابعة الموقف المائي.
وبيّن المسؤول المصري أن الفترة الحالية تشهد زيادة في معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، ومن المتوقع زيادة منسوب بحيرة السد العالي خلال الأيام الحالية مع بدء السنة المائية السبت، ومن المبكر الحكم على حجم وشكل فيضان النيل، حيث ينتهي الفيضان في الشهر الجاري، حسبما نقلت صحيفة "الأهرام" المصرية.
ونقلت الصحيفة عن رئيسة قطاع التخطيط بوزارة الري إيمان السيد، قولها إن "مركز التنبؤ التابع للوزارة يمتلك "وحدة الاستقبال" من خلال تحديد كمية البرودة الموجودة بالسحب في أعلى نهر النيل، وتتم مقارنتها بالمحطات الأرضية لتصل نسبة التوقع الصحيحة لـ 95 في المئة من خلال بعض الأعمال الحسابية، الكميات الأمطار تتم تغذيتها لعدد من النماذج الهيدرولوجية لتحديد كمية الأمطار المتساقطة على أراضي كل دولة ومعرفة حجم حجز كل دولة من هذه الكميات".
وأشارت السيد إلى أن الفيضان الوارد لمصر هذا العام هو أعلى من المتوسط، وهو شيء طبيعي لهيدرولوجيا نهر النيل.
وأوضحت أن كميات المياه الواردة لبحيرة السد العالي 86 في المئة منها من النيل الأزرق و14 في المئة منها من النيل الأبيض وهي طبيعة نهر النيل، حيث الجزء الأكبر يأتي من الهضبة الإثيوبية والباقي يأتي من الهضبة الاستوائية وهي دول كينيا وأوغندا وتنزانيا وغيرها.
وأضافت أن "زيادة الوارد من مياه النيل الأبيض على السودان يسمع في مصر، لأن الهضبتين تنتهي روافدهما في السودان ومنها إلى مصر، فأي زيادة في النيلين الأزرق والأبيض تؤدي لزيادة الوارد لمصر".
فوائد الفيضان
وشرح المتحدث باسم وزارة الري المصرية محمد غانم، أن لفيضان النيل فوائد عديدة، أبرزها انخفاض معدلات التلوث بالترع والمجاري المائية، بالإضافة إلى أنه يعمل على تعميق مجرى النهر وتقليل نسبة الأمونيا.
ولفت إلى أن مصر تضع معايير واضحة للتعامل مع الفيضانات القادمة من الجنوب من خلال عدة آليات محددة، في مقدمتها السد العالي وبحيرة ناصر، لكونها تحتجز مياه فيضان النيل وتخزنها.
وأكد غانم أن وزارة الري تدير المياه القادمة من نهر النيل بدقة شديدة، مضيفا أن مراحل توزيع المياه التي يتم تصريفها عبر قطاعات الري لصرف مناسيب الزراعة والصناعة ومياه الشرب، بدأت بالفعل.
جدير بالذكر أن وزارة الموارد المائية والري كانت قد أعلنت اتخاذ جميع الاستعدادات والتدابير اللازمة لمواجهة أخطار الأمطار الغزيرة التي تشهدها بعض المحافظات، بالتنسيق مع كل الجهات المعنية بالدولة.