تداولت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية بكثرة صورة واسم مهندس البث التلفزيوني علي عمر الشهير بـ"الحبو" خلال الساعات التي تلت فشل المحاولة الانقلابية التي حدثت فجر الثلاثاء؛ فما قصة المهندس الشاب وعلاقته بواقعة الانقلاب؟
اقتحام مفاجئ
عند بدء تنفيذ العملية الانقلابية خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء كان الحبو يغطي مناوبته العادية داخل أحد الاستديوهات في التلفزيون القومي؛ لكنه تفاجأ بدخول ثلاث ضباط عسكريين إلى داخل الاستوديو وأبلغوه بأن قوات من الجيش سيطرت على كل المواقع العسكرية وطلبوا منه قطع البث العادي واستبداله بموسيقى عسكرية تمهيدا لإذاعة بيان الانقلاب الأول؛ إلا أنه رفض الانصياع للطلب ما لم يتلق أمرا مكتوبا من رئيسه في العمل. ولحسن حظ الحبو لم تمر سوى دقيقة واحدة على الواقعة حتى تلقى الضباط أوامر عبر التلفون لمغادرة الاستوديو في إشارة على فشل المحاولة الانقلابية على ما يبدو.
ويقول الحبو لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه رفض الاستجابة لمندوب المجموعة الانقلابية بحكم أنه لم يتلق أي تعليمات بتغيير الخارطة البرامجية الموضوعة مسبقاً من قبل المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتابع: " أخبرت الضابط بلطف أنني لن أستطيع أن ألبي طلبهم ما لم يأتيني أمر مكتوب من قبل مدير التلفزيون".
تعامل غريب
يؤكد الحبو أن المجموعة العسكرية التي اقتحمت الاستوديو تعاملت معه على عكس المتوقع في مثل هذه الظروف، موضحا أن "الغريب في الأمر أنهم تحدثوا معي بلطف ولم يهددوني أو يجبرونني على تنفيذ أوامرهم".
لكن الصدفة أيضا لعبت دورها إذ يقول الحبو "بينما كنت مستمرا في التمسك بموقفي؛ تلقى أحدهم مكالمة هاتفية وأسرعوا بعدها خارجين من المبنى... لا أدري ما الذي كان سيحدث إذا أصروا على طلبهم او لم يطلب منهم الانسحاب".
تشكيك في الرواية
شكك بعض الناشطين في رواية الحبو وتساءلوا كيف لمجموعة مسلحة استطاعت أن تدخل لمباني التلفزيون وتفشل في إذاعة بيان الانقلاب العسكري.. غير أن الحبو بقي متمسكا بروايته؛ وأبان "لا مصلحة لي في تحريف الحقائق ولست مسؤولا عن الكيفية التي دخلت بها المجموعة لمباني التلفزيون هو شأن خاص بالمجموعة التي تؤمن مباني الإذاعة والتلفزيون وهي مجموعة كبيرة ومزودة بأسلحة وتجهيزات ضخمة".