حذرت وزارة الصحة المصرية عددا من الفئات التي وصفتهم بـ"الممنوعين" من تلَّقي لقاح كورونا وهم الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية للمادة الفعالة في اللقاح أو لأي من المكونات الداخلة في تركيبها.
وبحسب البيان، فإنّ من يتلّقون أدوية مثبطة للمناعة، ومن تظهر عليهم أعراض الحمى والسعال، وضيق التنفس، وآلام في العضلات، والصداع، وفقدان حاستي الشم والتذوق، واحتقان وسيلان الأنف والإسهال والغثيان؛ ممنوعون حاليا من تلقي اللقاح.
وأضافت الوزارة في البيان أنّ من بين تلك الفئات التي لن تحصل على لقاح كورونا السيدات الحوامل والمرضعات والأطفال حتى سن الـ18 عامًا.
تلك التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة، طرحت تساؤلات عدّة لعلّ أهمها: كيف تتجنب الفئات الممنوعة من اللقاح خطورة فيروس كورونا، في ظل انتشار أشرس متحوراته "دلتا بلس" الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بـ"شديد الخطورة" نظرًا لسرعة انتشاره وإصابته لفئات عمرية جديدة على رأسها الأطفال. وبحسب خبراء الصحة، فإن اللقاحات هي "طوق النجاة" الوحيد من فيروس كورونا المستجد.
وردَّ أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح المصري، أن الفئات التي تعاني من أحد أعراض كورونا، مثل الاحتقان وسيلان الأنف والإسهال والغثيان ليست ممنوعة من تلّقي اللقاح، ولكنها من ضمن الفئات المؤجل تطعيمها حتى يتم تعافيها.
وأضاف الحداد خلال تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية": "الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة، والتي تعمل على إضعاف الجهاز المناعي في جسم الإنسان، ويتناولها الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة والصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي، تلك الفئات سوف تتلقى اللقاح الصيني".
وتابع رئيس قسم المناعة: "الفئة الوحيدة الممنوعة نهائيًّا من التطعيم، أو تلقي أي نوع من اللقاحات، هم الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية للمادة الفعالة في اللقاح أو لأي من المكونات الداخلة في تركيبها".
وشدد على أنَّ تلك الفئة عليها الامتثال لتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، كما أنه يجب عليها التركيز على العوامل التي تهدف إلى تحسين وتقوية الجهاز المناعي لديها، كاتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التوتر.
وفي السياق ذاته؛ قالت وجيدة أنور، عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، إنَّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة، أو الذين يتناولون أدوية تهبط من فاعلية الجهاز المناعي للجسم، يُفضَّل عدم تلقيهم للقاحات نظرًا لخطورة ذلك عليهم، موضحة أنه "يتم حاليًّا إنتاج مضادات أجسام جاهزة طويلة المفعول، سوف تساعد تلك الفئات على تجنب خطورة الفيروس".
وتابعت عضو اللجنة العليا للفيروسات في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية": "انتشار متحور كورونا (دلتا بلس) في مصر أدى لزيادة أعداد المصابين والوفيات، الأمر الذي جعل تلقي اللقاح، بمثابة طوق النجاة الوحيد، للنجاة من الفيروس".
ونوَّهت أنور أنَّ الفئات الممنوعة أو المؤجل تطعيمها يجب عليهم الالتزام الشديد بتطبيق الإجراءات الاحترازية، التي أعلنت عنها وزارة الصحة، مثل ارتداء الكمامات وتجنب الاختلاط وأماكن التجمعات، واصفة تلك الإجراءات بـ"طوق النجاة" الوحيد من فيروس كورونا.
وشددت عضو اللجنة العليا للفيروسات على ضرورة التزام الجميع بتطبيق تلك الإجراءات الاحترازية، من أجل تخطي خطورة الموجة الرابعة من الفيروس، نظرًا لخطورتها الشديدة؛ حيث إنها تصيب "الرئة" بشكل مباشر.
وختمت حديثها بأنَّ "الفترة الأخيرة شهدت تخلّي غالبية المواطنين عن الالتزام بتطبيق تلك الإجراءات، وهو ما نتج عنه زيادة ملحوظة وغير مطمئنة في أعداد المصابين وكذلك الوفيات".