يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت، في مدينة شرم الشيخ، حيث يبحث الطرفان عددا من الموضوعات الثنائية والقضايا الهامة.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فإن اللقاء المرتقب يبحث سبل وجهود إعادة إحياء عملية السلام، فضلا عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما يتناول اللقاء التفاهم حول عدد من الموضوعات الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات.
وتعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر الأولى منذ عشر سنوات، لمسؤول على هذا المستوى، كما أنها الزيارة الأولى لبينيت إلى دولة عربية.
وقال دبلوماسيون ومراقبون، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن لقاء السيسي وبينيت سيركز بالأساس على جملة من الملفات، على رأسها دفع جميع الأطراف لاستئناف مباحثات السلام، وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، إلى جانب بدء إعادة إعمار القطاع، وعدد من ملفات التعاون الثنائية من بينها التعاون في مجال الغاز.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق، حسين هريدي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن زيارة بينيت إلى القاهرة "تأتي في إطار تحركات مصرية واسعة للتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وبحث سبل استئناف مباحثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأوضح هريدي أن هذه الزيارة تأتي أيضا "بعد القمة المصرية الأردنية الفلسطينية من جانب، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة منذ أسبوعين ولقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والاتفاق على تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني، واستكشاف سبل استئناف محادثات السلام".
ويأتي الاجتماع المرتقب بين السيسي وبينيت في أعقاب القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية التي عقدت في الثاني من سبتمبر، والتي جاءت استجابة لمقترح مصري لتعزيز مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتثبيت الهدنة بينهما.
ويرى هريدي أنه من المنتظر أن يشهد اللقاء "جهودا لدفع الحكومة الإسرائيلية لتقديم تسهيلات لاستئناف عملية السلام، ومن الناحية العملية فالحديث سيكون عن الأوضاع في قطاع غزة، واستمرار التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما ستؤكد مصر على أهمية بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، وهذا ما يهم القاهرة حاليا وستركز عليه خلال المباحثات".
زيارة تاريخية
وعن أهمية الزيارة، قال أستاذ العلوم السياسية في القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، طارق فهمي، إن "زيارة بينيت التاريخية لشرم الشيخ مهمة لجملة من الاعتبارات، أولها أنها تأتي بعد تحرك مصري كبير خلال الأسابيع الماضية، وتأكيد مصر على الحقوق الفلسطينية ولعب دور مرتبط بفكرة حل الدولتين".
وبيّن فهمي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن أهمية هذه الزيارة "تكمن في بحث توقيع اتفاق طويل الأمد مرتبط بحالة التهدئة داخل قطاع غزة، وبناء عليه فهذا الأمر مرتبط بتحرك مصري متعدد الأطراف في الاتجاهات المختلفة سواء مع الفصائل الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية أو الحكومة الإسرائيلية".
وعما تريده القاهرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر "ترغب في استئناف عملية الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية، والتي حظيت باهتمام أميركي بالغ الأهمية، واتضح ذلك في الفترة الأخيرة بزيارة مدير المخابرات المركزية الاميركية للقاهرة قبل زيارته لرام الله وتل أبيب".
وأوضح قائلا: "هذا معناه أن الجانب الأميركي في قلب ما يجري وبالتطورات الجارية".
وتابع: "مصر تقدم قائمة تحفيزية لتشجيع الحكومة الإسرائيلية على الانخراط في عملية السلام، ولم تفعل ذلك مع نتانياهو على سبيل المثال، لكنها فعلتها مع بينيت في رسالة لتشجيعه على التجاوب مع الطرح المصري في عملية استئناف الاتصالات مع الجانب الفلسطيني".
وأشار فهمي إلى أن "ما تتحرك فيه القاهرة ليس مجرد توقيع صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، وليس الحصول على تسهيلات من الجانب الإسرائيلي، وإنما مقاربة شاملة ومهمة قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي من الضروري أن يسبقها رؤية لعملية السلام في هذا التوقيت".
ولن تقتصر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذا فحسب، إذ أشار فهمي إلى أن الرئيس السيسي سيبحث العلاقات الثنائية مع بينيت لتطوير وتنمية تلك العلاقات بمجالات النفط واستيراد الغاز ومنتدى شرق المتوسط والمنظمة الإقليمية للغاز، وجملة من التطورات الإيجابية في مجرى العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
وشدد على أن دعوة بينيت لزيارة شرم الشيخ "رسالة مهمة، لتأكيد القاهرة على دعم الحكومة الإسرائيلية الجديدة وأنها مع الاستقرار السياسي داخل إسرائيل".