عاد إلى الواجهة من جديد مرض "جنون البقر" الذي ظهر للمرة الأولى في العالم في حقبة الثمانينات، وانتشر في عدد من البلدان الأوروبية بدءا من بريطانيا.
وأعلنت البرازيل مؤخرا عن اكتشاف حالتي إصابة بمرض "جنون البقر"، وأخطرت رسميا المنظمة العالمية لصحة الحيوان بذلك، كما علقت صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين بعد ذلك الاكتشاف، انطلاقا من الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين. كما أكدت السلطات البرازيلية أيضا في الوقت نفسه أنه لا خطورة لظهور المرض على الإنسان أو الحيوانات الأخرى غير الأبقار.
وبينما تعتمد مصر في وارداتها من اللحوم المجمدة على الواردات من البرازيل بنسبة بين 40 و50 بالمئة، فما مدى تأثر الأسواق المصرية باكتشاف حالتي إصابة بمرض جنون البقر (التهاب الدماغ الإسفنجي البقري) في البرازيل؟
متابعة
ويكشف رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، عبد الحكيم محمود، في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، عن تفاصيل الموقف المصري، مستهلا حديثه بالإشارة إلى أن هذا المرض له نوعين، ولم تُظهر بيانات المنظمة العالمية لصحة الحيوان عبر موقعها الرسمي حتى الآن طبيعة النوع الذي ظهر في البرازيل مؤخرا.
ويشير إلى أنه تمت مخاطبة الجهات ذات الصلة في البرازيل من أجل توضيح الأمر لمصر، ومعرفة نوع المرض، وأعمار الحالتين المصابتين، وطبيعة الأعراض.
ويقول المسؤول المصري: "نحن في مصر منذ 6 أشهر لم نستورد لحوما من البرازيل؛ بسبب أمور مرتبطة بالتجار وحركة التجارة وارتفاع الأسعار العالمية، علاوة على أن الصين شبه محتكرة الإنتاج البرازيلي من اللحوم (..) وبشكل عام ليس هناك خوف من تأثر مصر باكتشاف حالتي إصابة في البرازيل بجنون البقر".
ويؤكد رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في السياق نفسه على أن "اللحوم التي تدخل مصر تخضع للفحص الدقيق، وذلك في معامل معتمدة دوليا".
إجراءات مشددة
بدوره، يقول أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية وتغذية الحيوان، فهيم شلتوت، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هناك إجراءات مشددة تقوم بها مصر -من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية- للتأكد من سلامة اللحوم الواردة.
ويوضح شلتوت أن "مصر لم تظهر بها أي حالات مرض جنون البقر -الذي ظهر لأول مرة في الثمانينات- وقد ظهر في عدد آخر من الدول ويظهر في فترات متقطعة"، موضحاً أن "عودة ظهور جنون البقر في البرازيل من جديد، بعد الإعلان عن حالتين، لن تؤثر على مصر وواردات اللحوم، بخاصة أن مصر تستورد من أسواق مختلفة أخرى من بينها الهند على سبيل المثال.
150 ألف طن
وتصل واردات مصر من اللحوم البرازيلية إلى حوالي 150 ألف طن سنويا، طبقا لبيانات الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية أكتوبر الماضي.
وتستورد مصر 100 ألف طن من الهند، إضافة إلى واردات اللحوم من استراليا ونيوزيلندا وأوروغواي وبارغواي.
ويوضح أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية وتغذية الحيوان، أن "ظهور حالتي إصابة في البرازيل لن يتسبب في مشكلة بالنسبة لمصر (..) حيث تجرى فحوصات دقيقة في المحاجر البيطرية للحوم الواردة من الخارج في جميع المنافذ والمعابر للتأكد من سلامتها (سواء المجمدة أو المبردة وحتى الحية) ولضمان خلوها من الأمراض".
ويشير إلى أن فترة الفحص قد تصل إلى 40 يوما في المحاجر، يتم خلالها وضع الحيوانات الحية تحت المراقبة وأخذ عينات يتم فحصها معملياً للتأكد من خلوها من الأمراض.. كما تخضع اللحوم والحيوانات الحية أيضاً لفحص قبل خروجها من الدولة الأخرى، لاستبعاد أية حالة مرضية".