فيما يبدو أنها حرب لا هوادة فيها وخاصة ضد شبكات وخطوط إنتاج ونقل الطاقة الكهربائية، في محافظات العراق الشمالية، أعلنت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية الثلاثاء، في بيان عن وقوع هجمات تخريبية جديدة.
وقالت الشركة، في بيان، إن مسلسل استهداف الخطوط الناقلة وتفجير أبراج الكهرباء أخذ يتوسع وبشكل كبير، حيث تتعمد العصابات التخريبية تقطيع أوصال وارتباطات خطوط المنطقة الشمالية بهدف عزلها عن المنظومة الوطنية.
وأشار البيان إلى تعرض الخط الناقل "كركوك – بيجي"، لعمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة مما تسبب في سقوط 7 أبراج وحدوث أضرار وتقطع في الأسلاك.
وحول هذه الحرب التخريبية المفتوحة ضد منشآت ونواقل الطاقة الكهربائية بالعراق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، في حديث لـ "سكاي نيوز عربية"، إن الأمر يتعلق هي حرب حقيقية.
حرب قذرة
وأوضح أن هذه الحرب تسعى لتدمير الواقع الكهربائي المدمر أصلا في العراق، وهي عبر ذلك تهدف لضرب كافة مرافق ومناحي الحياة والانتاج في البلاد، لأن الكهرباء عصب حيوي ومحوري، واستنزافها هو استنزاف لكل قطاعات الخدمات الأساسية".
ويتابع البيدر "والملاحظ في حرب الأبراج القذرة هذه، هو التركيز عن عمد على محافظات الشمال مثل نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين، وهي مناطق لطالما عانت الإهمال والإجحاف، واكتوت بنار الإرهاب وكانت ساحة مواجهته الأولى كما تعلمون، وفي ظل كل ذلك يأتي هذا الاستهداف المنظم للطاقة الكهربائية في شمال البلاد، ليزيد الأوضاع في تلك المحافظات اضطرابا وتأزما، وهو استهداف يحمل ولا ريب دلالات طائفية".
ويردف "الهدف الأكبر من هذه العمليات، على تعدد الأطراف المنفذة، هو شحن الشارع ضد حكومة مصطفى الكاظمي، الذي ترى الجماعات الواقفة خلف هذه الهجمات، أنه يعيق حركتها وأجنداتها، فتسعى من خلال هذه الأعمال التخريبية، إلى زيادة النقمة الشعبية على الكاظمي لإضعافه، وتمكين تلك الجهات من تسيد المشهد بلا منازع".
النيل من الحكومة
و يرى مصدر مقرب من الحكومة، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "الهدف واضح من هذه الهجمات المتوالية على القطاع الكهربائي، وهو زعزعة صورة الحكومة في نظر الناس، وعرقلة جهودها الإصلاحية وتحميلها وزر الفشل المتراكم خاصة على صعيد الخدمات، الذي تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأساس الأحزاب التي تناوبت الحكم وتقاسمته، فيما بينها طيلة السنوات الماضية".
في غضون ذلك، تعرضت منظومة نقل الطاقة الكهربائية الشمالية، في محافظات نينوى، وكركوك وصلاح الدين، خلال أسبوع واحد لعدد كبير من الأعمال التخريبية وعمليات استهداف مباشرة لأبراج نقل الطاقة الكهربائية، حيث بلغ عدد الأبراج المفجرة 27 برجا، ما أدى لتوقف العديد من خطوط الإمداد والتغذية، وضعف في تجهيز واستقرار الطاقة الكهربائية للمنطقة الشمالية.
ويعاني العراق طيلة العقود المنصرمة من عجز بالغ في توفير الطاقة الكهربائية، خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.
وبحسب الخبراء في قطاعات الطاقة، فإن العراق يحتاج أقله إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ أقل من 20 ألف ميغاوات من الكهرباء، لحل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية الحاد.
ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، فإنه يجب رفع سقف إنتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاوات، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار اليوم.