يحاول تنظيم داعش الإرهابي تجميع صفوفه، وزيادته وتيرة هجماته في مختلف المناطق العراقية، خاصة في مناطق التماس الرخوة أمنيا الفاصلة بين قوات البشمركة والقوات الاتحادية العراقية، في كركوك ونينوى وديالى وغيرها.
وفي تطور خطير بحسب المراقبين الأمنيين، أقامت مجموعة من إرهابيي داعش، الليلة الماضية، نقطة تفتيش عبر تنكرهم في ملابس عسكرية عراقية، على طريق أربيل-مخمور، واختطفوا على إثر ذلك أكثر من 10 أشخاص، تمكن 5 منهم من الإفلات، جرح 3 منهم برصاص أفراد داعش، بحسب المصادر الأمنية.
وتعليقا على دلالات هذا التحرك الداعشي وخطورته، يقول مصدر أمني كردي عراقي، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "المقلق في هذا الهجوم الإرهابي، هو نصب الدواعش لنقطة تفتيش وهمية، وفي منطقة قريبة جدا من عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، والتي بالكاد تبعد عنها مخمور نحو 60 كيلومترا، لا أكثر، مما يعني أن داعش بات على أبواب العاصمة أربيل".
ويتابع المصدر الأمني: "رغم التطور الحاصل في التنسيق الأمني والعسكري بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، في المناطق المتنازع عليها بينهما، ومن ضمنها قضاء مخمور بطبيعة الحال، لكنه لا يكفي ولا بد من رفع وتيرته، فهذا الهجوم هو إشارة بالغة السلبية والخطورة".
أما عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي هريم كمال آغا، فيقول في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه علامة سيئة تفيد أن زمام المبادرة الإرهابية بيد داعش، ووقد صل لدرجة أن يظهر علنا ويقيم نقاط تفتيش، وإن كانت تنكرية، على طريق حيوي ومهم كالطريق الذي يربط أربيل بمخمور".
ويتابع البرلماني العراقي: "لطالما دعونا وشددنا على ضرورة سد الثغرات الأمنية، التي يوظفها تنظيم داعش الإرهابي ويتسلل منها، والقيام بحملات وعمليات استباقية واستخبارية بما يضيق الخناق عليه ويفقده البوصلة، وبهذه المناسبة نكرر دعوتنا لضرورة تضافر جهود كافة قوانا العسكرية والأمنية والاستخبارية الكردية والعراقية عامة، في سبيل دحر الدواعش ومنع محاولاتهم لتنظيم صفوفهم وتزخيم عملياتهم الإرهابية".
جدير بالذكر أن النقطة الوهمية، التي نصبها داعش على الطريق بين أربيل-مخمور، كانت بالقرب من قرية كاندال التي تبعد 5 كيلومترات من مركز بلدة مخمور، وتسكنها عشرات العوائل الآمنة.