تزامنا مع فعاليات رفع علم مصر على الكراكة حسين طنطاوي، أعلنت هيئة قناة السويس عن مستجدات مشروع تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي، وخطة تحديث وحدات الأسطول البحري التابع للهيئة.
وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، خلال احتفال الأربعاء لرفع العلم المصري على الكراكة "حسين طنطاوي"، إن انضمام الكراكة السادسة لأسطول الهيئة، يأتي ضمن استراتيجية تنموية لتطوير القناة، والحفاظ على مكانتها الرائدة رغم التحديات العالمية.
وتعد الكراكة "حسين طنطاوي" المنضمة حديثا إلى أسطول قناة السويس، أحدث وأكبر كراكات الشرق الأوسط وإفريقيا، وتدخل الخدمة إلى جانب عدد من الوحدات البحرية الجديدة، منها القاطرتان "علي شلبي" و"لطفي جاد الله"، و3 قوارب جديدة هي الأحدث في فئتها، لمكافحة التلوث وتسرب البترول، و10 قوارب إرشاد جديدة.
قدرات الكراكة الجديدة
ووفق قائد الكراكة "حسين طنطاوي"، إيهاب عبدالله، فإنها من أقوى الكراكات على مستوى العالم، وتم بناؤها بمواصفات خاصة في أكبر الترسانات البحرية، وتمثل قوة إضافية للهيئة في تنفيذ مشروعات التوسيع والتعميق لغاطس أكبر من مستويات أضخم السفن العالمية حاليا.
وأوضح قائد الكراكة في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكراكة تم التعاقد على بنائها لصالح هيئة قناة السويس قبل 4 أعوام، وتستطيع التكريك حتى 35 متر تحت مستوى سطح الماء، بما يوفر غاطسا لأضخم السفن العالمية، سواء التي تعمل حاليا أو المتوقع بناؤها في السنوات المقبلة.
ولفت قائد الكراكة إلى أنه يتم حاليا استكمال التجارب عليها منذ استلامها من الشركة الهولندية الملكية، ومن المقرر انتقالها من محافظة الإسماعيلية إلى السويس عقب انتهاء التجارب لتشارك في مشروع توسيع وتعميق القطاع الجنوبي من القناة.
وأشار عبدالله إلى أن عملية التكريك في المجري الملاحي تتم بصفة مستمرة، نظرا لحركة التربة مع مرور السفن، كما تحرص هيئة قناة السويس على أن يكون العمق والاتساع العرضي في المستوى المخطط له، بما يسهم في رفع معدل الأمان في الممر الملاحي.
وبحسب الشركة الهولندية المصممة للكراكة، فإنها تمتاز بمواصفات فنية متقدمة تضعها في الفئة الأولى عالميا بين مثيلاتها، كما أنها مزودة بأحدث أنظمة التصوير ومسح القاع بالتقنية ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى نظم التحكم والسلامة والأمان التي تعد الأكثر تطورا بما يواكب أعلى معايير الإشراف والتصنيف الدولية.
وقالت قناة السويس إن الكراكة تمثل إضافة غير مسبوقة لأسطول قناة السويس بما تحمله من مواصفات وإمكانيات عملاقة، ستُحدث نقلة نوعية في قدرات الهيئة، من حيث تنفيذ مشروعات التكريك داخل وخارج مصر.
تحديث الأسطول البحري
ونوه رئيس هيئة قناة السويس خلال الاحتفال، الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء، إلى أن الهيئة لعبت دورا محوريا في رفع تصنيف القناة المصرية بشكل عام وزيادة قدرتها على مواجهة تحديات المنافسة، ما أظهر الحاجة الماسة لتطوير وتحديث الأسطول البحري التابع للهيئة.
وتابع قائلا إنه تم إضافة 4 قاطرات جديدة بترسانة بورسعيد لمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع في مجال صناعة النقل البحري، وتلبية متطلبات العمل بالقناة، إضافة إلى تحديث أسطول الكراكات بانضمام 3 كراكات جديدة هي: "حسين طنطاوي" و"مهاب مميش"، و"الميقاتي".
وكشف رئيس قناة السويس عن بدء تطوير أقسام الإنقاذ، وإعادة تشكيل أسطول مراكب الصيد المصرية.
وعن أهمية الإضافة الجديدة لقدرات هيئة قناة السويس، قال اللواء بحري عصام الدين بدوي، الأمين العام لاتحاد الموانئ العربية، إن تحديث وتطوير قدرات الهيئة، خصوصا بانضمام الكراكتين الجديدتين هو دعم لقدرات وإمكانيات مصر في مجال الملاحة البحرية عموما.
وبيّن الأمين العام لاتحاد الموانئ العربية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التحديث يجعل القناة أكثر قدرة على التعامل مع مشروعات التطوير والتحديث المختلفة، ومواجهة أي أزمات قد تحدث في المجرى الملاحي لقناة السويس، مثلما حدث مع جنوح السفينة البنمية العملاقة "إيفر غيفن" في مارس الماضي.
وفيما يتعلق بدور الكراكتين الجديدتين، قال بدوي إنها "ستحافظ على عمق الممرات الملاحية، ما سيجعل الملاحة جاهزة للسفن ذات الغاطس الكبير، كما أن تعاون هيئة قناة السويس مع جهات ومؤسسات الدولة المعنية بالمشروعات الملاحية سيتيح لها بناء أرصفة جديدة، أو تنفيذ بنية تحتية للموانئ الجديدة".
مستجدات مشروع التوسعة
وبالنسبة لمستجدات مشروع توسعة تعميق المجرى الملاحي، قال رئيس هيئة قناة السويس إن الهيئة نجحت حتى الآن في تكريك ما يقرب من 4 ملايين متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بواسطة كراكات الهيئة وفق أعلى معدلات الأداء، بالمشروع العملاق الذي يستهدف تطوير القطاع الجنوبي من المجري الملاحي للقناة.
وأعلنت قناة السويس أن الكراكة حسين طنطاوي ستنضم إلى أعمال تطوير المجرى الملاحي ذات قدرات كبيرة في التكريك بمختلف أنواع التربة، بما في ذلك التربة الصخرية، وبما يتلاءم مع متطلبات أعمال الصيانة الدورية في قناة السويس.
وتتضمن خطة تطوير قناة السويس التي اعتمدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو الماضي، إنشاء قناة مزدوجة بمنطقة البحيرات من الكيلو 122 لـ132، والتوسعة من الكيلو 132 لـ162 بطول 40 مترا جهة الشرق، وتعميق من 166 قدم لـ72 قدم، لتحسين الملاحة لقناة السويس وزيادة الطاقة الاستيعابية لها.