يوفا طفلة إيزيدية كان عمرها بالكاد تجاوز 3 سنوات، عندما اجتاح تنظيم داعش الإرهابي موطن عرقيتها، في منطقة سنجار شمالي غرب العراق في أغسطس 2014.
وكانت يوفا تسكن مع أهلها في قرية تل بنات التي اقتحمها الداعشيون وعاثوا فيها فسادا.
ولدى اقتراب مركبات داعش من منزل الطفلة، سارع والدها حيدر إلى جمع أفراد عائلته وعددهم يفوق 20 فردا، بينهم الأطفال، ووضعهم في سيارة دفع رباعي انطلق بها خارج القرية هربا من داعش.
لكن عناصر التنظيم الإرهابي استمروا في ملاحقته، وفي أثناء ذلك سقطت الطفلة من المركبة.
وهنا كان الأب أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن يستعيد الطفلة وتسقط العائلة كلها في يد الدواعش الذين كانوا يلاحقون المركبة، وإما يتخلى عنها مُكرها وينجو بالبقية.
واختار الأب الخيار الثاني.
وبعدما ابتعدت العائلة الإيزيدية كثيرا عن الخطر الداعشي، نزل أفرادها من المركبة لتصدم الأم بفقدان طفلتها.
وحين سألت زوجها عن الطفلة، أبلغها بالحقيقة المرة على انفراد، وبرر ذلك بأنه اتخذ القرار الصعب كي يحمي بقية أفراد العائلة.
ويؤكد حيدر أن قلب زوجته لا يزال مكسورا رغم مرور كل هذه السنين، ورغم أنها تدرك أن قرار زوجها كان صائبا.
ولم يعثر على الطفلة الإيزيدية حتى الآن، ولا يمتلك والداها سوى بضع صور لها.
وحتى لا تنسى ذكرى الطفلة يوفا، خلّد الرسام الشاب حسن عبدو الداوودي، قصتها في لوحة.
ويقول الداوودي، وهو أيضا إيزيدي يعيش في مخيم شاريا بمحافطة دهوك إقليم كردستان العراق لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن اللوحة تجسد ما حدث مع حيدر وعائلته.
وأضاف الرسام الذي نقل تفاصيل القصة أن "اللوحة تظهر مرآة السيارة الجانبية، ويوفا ترتدي فستانا ورديا في الخلف، وهي وسط الطريق بعد وقوعها من سيارة أبيها، بينما عربات إرهابيي داعش على بعد أمتار قليلة منها".