أعلنت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر أن الأطفال هم أكثر الفئات عرضة لمتحور دلتا بلس لفيروس كورونا المستجد، بخلاف المتحورات الأخرى التي كانت تستهدف فئات عمرية تبدأ من 18 عاما فأكثر.
وقالت مصادر حكومية مُشاركة في تطبيق خطة مكافحة كورونا إن خطورة المتحور الجديد على الأطفال تتزايد مع قرب دخول مصر في الموجة الرابعة من الجائحة، هذا العام.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى موقع سكاي نيوز عربية فإن القطاع الصحي يبحث حاليا إمكانية منح الأطفال اللقاحات المضادة لكورونا، بغرض تحفيز مناعتهم ضد المتحورات الجديدة، خصوصا متحور دلتا الخطير شديد العدوى والأكثر انتشاراً.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة متوقفة على الانتهاء من أولوية تطعيم البالغين وأصحاب الأمراض المزمنة، عقب اكتمال خطة الاكتفاء الذاتي من اللقاحات عام 2022، وبعد الاطلاع على النتائج النهائية لتلقيح الأطفال في عدد من بلدان العالم.
استطلاع حكومي
وتكشف المصادر الرسمية التي تحدثت إلى موقع سكاي نيوز عربية، أن استطلاعا للرأي أجرته جهات حكومية مصرية، وشمل قرابة ألف مواطن، أظهر أن أكثر من نصف "عينة الاستطلاع" أيدت منح اللقاحات للأطفال.
ولفتت المصادر الحكومية إلى أن الاستطلاع حدد الشريحة العمرية بين 12 و18 عاماً، وهي الشريحة المقترح بدء تطعيمها في 2022، على أن يتم التوسع في تلقيح الأعمار الأصغر فيما بعد.
التطعيم في مصر
ويرتبط تطعيم الأطفال، بحسب مسؤول بوزارة الصحة المصرية، على أمرين؛ الأول هو نتائج الدراسات العلمية حول أمان نوعية اللقاح المتوفر في مصر مثل «سينوفاك»، أو أي دراسات على نوع آخر من اللقاحات، و تنفيذ دراسات ميدانية في مصر حول تطعيم الأطفال.
ويوضح المسؤول المصري أن التقنية التي يعمل بها لقاح «سينوفاك»، تتشابه مع لقاحات أو تطعيمات «الإنفلونزا الموسمية» التي تتوافر سنوياً، ويتم السماح بها وفق معايير منظمة الصحة العالمية ابتداء من عمر 6 أشهر.
وتستهدف الحكومة المصرية تطعيم نحو 40 مليون مواطن، بنهاية العام الجاري، فيما بدأ قبل أيام إنتاج أول مليون جرعة من لقاح سينوفاك الصيني في مصر، داخل مصانع فاكسيرا المصرية، ومن المنتظر إنتاج نحو 80 مليون جرعة إضافية في الأشهر الخمس المقبلة.
ضوابط تلقيح الأطفال
ويقول الدكتور طه عبد الحميد عوض، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، إن لقاحات كورونا مفيدة للأطفال من الناحية العلمية؛ لأنهم معرضون للإصابة، موضحاً أنه رصد في الفترة الأخيرة إصابات متعددة بكورونا بين الأطفال، لكن دون أعراض أو بأعراض خفيفة، حسب السلالة المصاب بها الطفل، وكمية الفيروس التي استنشاقها، وحالة جهازه المناعي.
ويضيف أستاذ أمراض الصدر في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية»، أنه يفضل البدء بتطعيم بالأطفال المصابين بالأمراض المزمنة لدعم مناعتهم، مثل الأطفال المصابين بالسكري أو أنيميا البحر الأبيض المتوسط أو أورام سرطانية وغيرها.
الجهاز المناعي للأطفال يستجيب شأنه شأن الكبار، ويكوّن أجسام مضادة لدى بدء إعطائه اللقاحات، وفق تقدير الأستاذ بكلية الطب، لافتا إلى أن الشريحة العمرية المستهدفة بالتطعيم من 12 إلى 18 سنة تشمل طلبة المدارس وبداية المرحلة الجامعية، وهي شريحة مهم تحصينها لكثرة اختلاطها وتحركاتها في المجتمع.
ونصح "عوض" بإطلاق حملة توعية قومية لتعريف الأطفال وأولياء الأمور بأهمية فوائد اللقاحات في مواجهة كورونا، وألمح إلى أن التوسع في التلقيح وصولا للأطفال يحكمه كمية اللقاحات المتوفرة في مصر بالفعل ومدى كفايتها لتطعيم الحالات ذات الأولوية مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
تطعيم الأطفال في عدة دول
وبالنسبة لملاءمة لقاح سينوفاك الصيني للأطفال، سمحت السلطات الصحية الصينية مؤخرا بمنحه للشريحة العمرية من 3 سنوات حتى 18 عاماً، لكنها لم تتخذ هذه الخطوة إلا بعد تطعيم عدد كبير من المواطنين الصينين أولا، وهو المنتظر، حسب المصادر، اتباعه في مصر.
وكشفت نتائج دراسات صينية لتلقيح الأطفال بداية من عمر 3 سنوات، أمان وفعالية اللقاحات، لكن ظلت إتاحتها للكبار والفئات الأكثر احتياجاً لها مثل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن قد يعوق توفيرها حاليا للشريحة العمرية الأصغر من 12 عاماً.
وأعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، قبل أيام، عن إمكانية استخدام لقاح سبايكفاكس من إنتاج شركة مودرنا لتطعيم الأطفال من عمر 12 عامًا فأكبر، بعدما أُجريت دراسة على 2500 مراهق في الولايات المتحدة.
وينظر خبراء بمنظمة الصحة العالمية إلى اتجاه بعض الدول لتلقيح الأطفال، إن الخطر على الأطفال جراء التعرض لكورونا «ضئيل جداً»، لكنهم يظلون ناقلين للعدوى، والغرض من تلقيحهم ليس منع المرض أو الوفاة، لكن منع انتشار الفيروس.