حذر خبراء من مخاطر حالة التراخي الحالية لدى الكثير من المواطنين في مصر والتي تتمثل في تخلي البعض منهم عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية التي تم إعلانها من قبل وزارة الصحة وأجهزة الدولة لتجنب الفيروس، ومنها المحافظة على ارتداء الكمامات، والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
يأتي هذا في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة المصرية لاتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية الصارمة، لمواجهة موجة رابعة، محتملة من فيروس كورونا، والتي من المقرر أن تشهدها البلاد في شهر سبتمبر المقبل، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة الصحة المصرية.
متحور "دلتا بلس "
وأكد الخبراء أن دخول متحور "دلتا بلس" إلى مصر قد ينذر بكارثة، إذا استمر المواطنون في تلك الحالة من التراخي، موضحين أن انخفاض أعداد المصابين بالفيروس، واستقرار المنحنى الوبائي إلى مستويات مطمئنة، أدى إلى شعور غالبية المواطنين بتلك الحالة من الأمان، لكنه أمان زائف وفخ وقعت فيه دول أخرى، بحسب تعبير الخبراء.
وأرجع عدد من الخبراء والمختصين تلك الحالة، إلى عدة أسباب أبرزها انخفاض معدل الإصابات بفيروس كورونا طبقا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والسكان، فضلا عن الاعتقاد الخاطئ لدى الكثيرين بأن تلقى اللقاحات المضادة للفيروس تمنع الإصابة به.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح المصرية، أن الموجة الرابعة، من فيروس كورونا في شهر سبتمبر المقبل، قد تكون " خطيرة جدا" نظرا لاقتراب متحور "دلتا بلس" من دخول مصر، وهو متحور "مثير للقلق" ويعتبر أقوى متحورات الفيروس حتى الآن، نظرا لسرعة انتشاره، واستهدافه لفئات عمرية جديدة، لم يسبق للفيروس نفسه إصابتها، ومن بينها الأطفال.
وتابع الحداد، في تصريحات خاصة لموقع" سكاي نيوز عربية" أن متحور "دلتا بلس" هو أقوى متحورات الفيروس وأشدها على الإطلاق، كما أن دخوله إلى مصر سيؤدي إلى زيادة أعداد المصابين بشكل غير مسبوق.
وأضاف استشاري المناعة، أن الوضع في مصر قد ينذر بكارثة، إذا استمر المواطنون في تلك الحالة من التراخي، مضيفا أن أسباب شعور غالبية المواطنين بتلك الحالة من الأمان الزائف، هو انخفاض أعداد المصابين بالفيروس، واستقرار المنحنى الوبائي إلى مستويات مطمئنة، محذرا من أن ذات الشعور سبق وسيطر على مواطنين لدول عربية شقيقة، كدولة تونس حيث تخلى مواطنيها عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية، نتيجة انخفاض عدد المصابين بالفيروس، ثم تفاجأ الجميع بارتفاع أعداد المصابين وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية هناك بالتزامن مع بدء الموجة الرابعة الفيروس.
ودعا الحداد، الجميع إلى ضرورة العودة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية مرة أخرى، محذرا من أن الاعتقاد الشائع لدى البعض بأن تلقي اللقاح يمنع الإصابة بالفيروس، هو اعتقاد خاطئ، فهناك أشخاص تلقوا اللقاح وأصيبوا بالفيروس، وذلك لأن اللقاح يقلل من أعراض الإصابة بالفيروس فقط، ولكنه لا يحمي من الإصابة به.
واستطرد رئيس قسم الحساسية والمناعة، أن الفيروس لم ينته من مصر، بل على العكس فإن تحورات كورونا، أصبحت أشد خطورة من الفيروس نفسه، مشيرا إلى أنه لا يوجد أحد بمأمن من الإصابة بالفيروس حتى أصحاب أجهزة المناعة القوية من الشباب والأطفال.
طبيعة المصريين
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الشعب المصري يكره الاكتئاب والقيود، ويميل دائما إلى التعامل مع كافة المخاطر والكوارث التي تحيط به بقدر عال من السخرية والتهكم.
وأضافت خضر في حديثها مع " سكاي نيوز عربية": منذ بدء جائحة فيروس كورونا وقبل وصولها حتى إلى مصر، تفاعل الشعب المصري مع الفيروس بمزيد من السخرية والتهكم، من خلال تداوله لمنشورات ومقاطع فيديو ساخرة من الفيروس على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن طريقة تعامله مع الفيروس، لم تختلف كثيرا مع انتشاره داخل مصر، على الرغم من تسببه في زيادة أعداد المصابين وارتفاع نسبة الوفيات.
وذكرت، أستاذة علم الاجتماع، أن من طبيعة الشعب المصري عدم تناوله للموضوعات التي تؤثر على حياته بجديه، فهو دائما لا يأخذ الأمور على محمل الجد، بل يحب أن يضفي عليها قدرا كبيرا من السخرية والتهكم.
وأرجعت خضر، حالة التقصير أو الاستهتار بتطبيق الإجراءات الاحترازية إلى "اعتياد" المصريين على وجود الفيروس، موضحة، أنهم يعتقدون أن الفيروس أصبح واقعا في حياتهم، وهو ما دفعهم إلى التخلي أحيانا عن ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات وعادوا إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وحذرت، أستاذ علم الاجتماع، من استمرار حالة التراخي تلك، وأنه يجب على المواطنين "الأخذ بالأسباب" والنظر حولهم، لافتة أن هناك دولا أكثر تقدما، أصابها الفيروس بالشلل والانهيار التام.