لم يكن الفنانون في تونس بمعزل عما يحدث في البلاد من تغييرات سياسية واجتماعية أطاحت بحكم الإخوان في البلاد، خاصة وأن عداء الفن والإبداع وحرية التعبير مثل السمة الأبرز للسنوات العشر لحكم حركة النهضة.
ولم يتوانى عدد من فناني تونس في التعبير عن دعمهم لقرارات الرئيس قيس سعيد بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه إلى جانب إقالة الحكومة، فيما كان عدد آخر من الفنانين في الصفوف الأولى لمتظاهري 25 يوليو للاحتجاج على منظومة الفشل والفساد والمحسوبية والقمع برعاية حركة النهضة كما تقول شعاراتهم.
وأكد الممثل والمخرج عاطف بن حسين في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "كنت متيقنا أن هذا اليوم آت وأن الإخوان سيرحلون عن تونس. لقد كان رحيلهم مسألة وقت لا أكثر ".
وأضاف الفنان: "ثقتي لا محدودة في الرئيس قيس سعيد بعد أن عرفت عن قرب مشروعه الحقيقي للتغيير الجذري في البلاد، وأجزم أن فيه خير كثير لتونس".
وعبّر عاطف بن حسين عن سعادته بقرارات رئيس الجمهورية واصفا إياها بالتاريخية، وبأنها بمثابة استقلال ثان لتونس من سطوة الإخوان، مضيفا: "أجرموا في حق تونس وشعبها. أمعنوا في تشتيت الأوطان والقضاء على الفن والإبداع والإنسان من أجل مصالحهم وجمع الأموال والنهب والسرقة".
وتابع قائلا: "نحن لا ننسى عندما رجع الإخواني الأكبر راشد الغنوشي إلى تونس في 2011 وقال إنه لا طموح سياسي له ثم كذب وتسبب في دمار تونس بالكامل وأوقع بها محرقة لا تحل بالتوافق ولا بالحوار الذي كبلوا به سابقا الرئيس الراحل باجي قايد السبسي ودمروا به مؤسسة الرئاسة في عهد الرئيس السابق منصف المرزوقي حيث يبدو أن لديهم حقد دفين على مؤسسة الرئاسة في تونس".
وفيما يتعلق بالفنانين، أوضح عاطف بن حسين: "لقد همشوا المبدعين الحقيقيين وحولوا المثقفين إلى عدو لهم، وعملوا على تجويعنا وقضوا على أحلامنا وصادروا آراءنا وحاولوا إخماد أصوات المثقفين الحقيقين حتى لا تكشفهم".
من جهته قال الممثل مروان العريان الذي كان في الصفوف الأمامية للحراك الشبابي يوم 25 يوليو، إن واجب المثقف تنوير الناس وتوعيتهم، مشيرا في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه يدعم الأفكار والمواقف التنويرية بعيدا عن الأشخاص، وأن البرلمان الذي لم ينجح عليه أن يرحل فهو ليس "فريق كرة نشجعه مهما حصل".
أما الشاعر حاتم القيزاني فدون على صفحته الشخصية بمواقع التواصل، أن الإخوان في تونس هم مجموعة من اللصوص سطوا على كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية عبر دستور صاغوه على مقاسهم، ولا يعبر عن مصلحة الوطن.
ومن جهة أخرى اعتبر الكاتب والشاعر عادل المعيزي أن اليسار التونسي بقيادة الشهيد شكري بلعيد رسخ في الوعي الجمعي، فكرة الحداثة والإيمان الصحيح بالديمقراطية، وأن ما يحدث في تونس هذه الأيام هو "يقظة ثانية للديمقراطية سرعها الإسلام السياسي الذي أظهر جشعا وإنكارا لقيم الإسلام والديمقراطية في ممارساته للحكم فاستفادت الحركة الشعبية من سوء الحوكمة التي انتهجها الإسلام السياسي وإنكاره لمسؤوليته على ما آلت إليه أمور الدولة والمجتمع".
وتفاعل الفنانون التونسيون المقيمون في الخارج بدورهم مع ما حدث في تونس، فدونت الفنانة لطيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متمنية الخير لتونس، ونشرت صورة العلم التونسي وكتبت "يا رب تونس".
أما درة زروق فكتبت "تحيا تونس" و"ربي يحفظ تونس وأهلها"، فيما نشرت عائشة بن أحمد صورة العلم التونسي وكتبت: "فلا عاش في تونس من خانها، تحيا تونس".
وكتبت هند صبري: "لا ولاء إلا للوطن ولا سيادة إلا للشعب. ستثبت الأيام الأتية من يؤمن حقيقة بالسلمية ومن يريد الخير للبلاد ويضعها فوق المصالح والتحالفات".
وبدوره كتب الممثل المقيم بالمهجر مجد مستورة أنه "سعيد بخروج النهضة الوقتي من اللعبة السياسية"، مطالبا بمحاكمات عادلة للمتورطين في الإضرار بالدولة، حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر، وفق تعبيره.
الجدير بالذكر أن نقابة الفنانين التونسيين عبرت في بيان لها عن مساندتها للتحركات والمطالب الشعبية للتونسيين، وللإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم 25 يوليو.