توعد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، المسؤولين عن وقوع الكارثة بـ"المحاسبة القانونية اللازمة، وكشف مسؤوليتهم عن الانفجار"، وذلك مع اقتراب الذكرى الأولى للكارثة التي دمرت أحد أهم الموانئ على البحر المتوسط.
عام مضى بكل ويلاته على عائلات ضحايا الانفجار الذي تسبب بإصابة أكثر من 6 آلاف شخص، ودمر جزءا من قلب بيروت التاريخي، وسط توقعات بنزول الشعب اللبناني في الرابع من أغسطس إلى الشارع تضامنا مع الأسر المكلومة بفقدان أعز ما تملك من دون أن يأخذ القانون مجراه.
وعلى الرغم الوعود التي قطعتها الحكومة بنشر نتائج التحقيق في غضون أيام قليلة بعد الانفجار، فإن الملابسات والأسباب الحقيقية التي أدت إلى كارثة المرفأ لا تزال غير معروفة بشكل دقيق من قبل العائلات وذوي الضحايا، بعد مرور عام على الكارثة.
"ستحاسبون"
وقالت هيام البقاعي، والدة الضحية الشاب أحمد قعدان، لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل يوم نعيش الرابع من أغسطس.. اليوم الأسود الذي خسرت فيه أغلى ما عندي، ابني الوحيد، بسبب السلطة الفاسدة".
وتوجهت والدة قعدان إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالقول: "زرناك متأملين بك خيرا، إلا أننا لم نقابل بالمحبة. المطلوب منك رفع الحصانات عن النواب الذين طلبهم القاضي البيطار للمثول أمامه".
وأضافت أنها "تعرضت للضرب مرتين في الشوارع بسبب السلطة الفاسدة". وختمت حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" بالقول: "ستحاسبون أيها القتلة رغما عنكم.. نحن مع القاضي بيطار حتى النهاية".
"سنستمر حتى النهاية"
وليم نون، شقيق الضحية رجل الإطفاء جو نون، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "قضية منع رفع الحصانة عن النواب والوزراء المعنيين بانفجار المرفأ أمر مستفز لأهالي الضحايا، خاصة أن بعض النواب كنا قد وقفنا إلى جانبهم في وقت سابق، والقاضي البيطار المكلف بالتحقيق لديه الكثير من الطرق القانونية للسير بها".
وأضاف: "حجة النواب والوزراء أنهم غير مسؤولين، ولم يكونوا على علم بوجود مادة نترات الأمونيوم في مستودعات مرفأ بيروت، سترتد عليهم، لأننا نرى أنه كان من واجبهم الاطلاع والمعرفة، خصوصا إذا وصلت لهم مراسلة بوجود المادة المتفجرة في عنابر المرفأ منذ مدة طويلة، ليتمكنوا من تقدير خطورتها".
واستطرد نون: "كلنا خلف البيطار والمسار القانوني صحيح تماما، وسنذهب إلى النهاية في التحقيق، وفي رفع الحصانة عن المسؤولين من نواب ووزراء وغيرهم، وسنتظاهر أمام بيوت السياسيين والمسؤولين في جولات جديدة.. سنستمر حتى النهاية".
"سلبوا مني والدي"
من جانبه، قال محي الدين اللاذقاني لموقع "سكاي نيوز عربية": "على مشارف الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي سلب منه والده محمد اللاذقاني: "ما زلت أرى البعض يتهرب من الحقيقة والبعض الآخر يتغطى خلف حصانته، ومنهم من يرفض إعطاء الإذن لمدير عام الأمن العام للمثول أمام قاضي التحقيق".
وتابع: "إلى متى سيقفون في وجه القضاء ويعطلون عمل القاضي البيطار؟. من هنا نبعث رسالة، من أهالي الضحايا للقاضي بيطار، هي رسالة دعم له وتحذير إلى كل شخص يستدعيه القاضي للمثول أمامه ولا يحضر".
وبدوره، قال جيلبير قرعان، خطيب الإطفائية الراحلة سحر فارس: "كل يوم بالنسبة لنا هو 4 أغسطس. نموت ألف مرة في اليوم. لن ننسى الطريقة البشعة التي ماتوا فيها".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "كان رجال الإطفاء مع رفاقهم يتسابقون للوصول إلى مكان الحريق لإطفائه وللدفاع عن بيروت والمرفأ الذي هو ملك عام للدولة اللبنانية".
واستطرد: "هذه الدولة التي لم تستطع حتى الآن رفع الحصانة عن مسؤول متهم، وكل مسؤول يرمي المسؤولية على الآخر".
وتذكر قرعان خطيبته التي راحت ضحية الانفجار، قائلا: "لدي زي الإطفاء الخاص بخطيبتي سحر فارس، هو الحصانة في وجه كل زعيم وكل سياسي يتهرب من التحقيق، وليفترض هذا المسؤول أن الضحية سحر هي ابنة أحد المسؤولين فكيف كان سيتصرف؟".
واختتم حديثه بالقول: "واجبنا أن نصل إلى الحقيقة، لأن انفجار 4 أغسطس أطاح بنا جميعا، وضحايا الانفجار هم في المكان الذي يليق بهم في السماء، ونحن الضحايا على الأرض. أقول أنا لسحر: كل شيء من دونك بشع، سامحيني وأعدك بأننا سنصل إلى الحقيقة، ونمنح كل الدعم والثقة للمحقق القاضي البيطار".