أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، الاثنين، عن استهداف خط الطاقة المغذي لمشروع ماء "الكرخ"، شمالي بغداد، مؤكدة أن ذلك يهدف إلى قطع مياه الشرب عن المواطنين، وهو أمر من شأنه أن يفاقم أزمة الخدمات في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان أن "العنف المسلح مستمر في التأثير سلبا على البنى التحتية والمدنية لقطاع الكهرباء وتعريضها لخسائر كبيرة".
وقال البيان إن هذه الاعتداءات تسعى إلى "حرمان المواطنين من الطاقة وعزل المناطق والمحافظات عن بعضها البعض، من خلال تفجير أبراج وخطوط نقل الطاقة، فضلا عن الخسائر المادية والحد من إمكانية الحصول على الخدمات الإنسانية الأساسية".
وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من هذا التخريب هو "إيقاف عجلة التنمية الاقتصادية عبر الاستهداف المتعمد والعشوائي، والانتهاكات الخطيرة ضد خطوط وأبراج الطاقة الكهربائية في عموم العراق".
وتابعت: "خط قدس - نصر (132 ك.ڤ ) 1+2 تعرض إلى حادث إرهابي تسبب بتفجير البرج رقم (21) من محطة نصر بعبوات ناسفة ليلا في الساعة 11 و20 دقيقة في منطقة الطارمية قرية زملة حمدي، وملاكاتنا الهندسية والفنية توجهت لتأهيل وصيانة الخط بغية إعادته إلى العمل بأسرع وقت ممكن".
تحرك الوزارة
وأكدت وزارة الكهرباء العراقية أن "الجماعات المدفوعة بأيديولوجيات التخريب تستهدف حرمان العراقيين تعسفيا من حقوقهم الأساسية في خدمة عامة مقبولة، ونمط الحياة الرغيدة التي يستحقونها".
وأوضحت أن "الحكومة مستمرة في اتخاذ التدابير الرامية إلى حرمان الإرهابيين من الوصول إلى الوسائل التي تمكنهم من شن اعتداءاتهم وبلوغ أهدافهم، ومنع الأثر المتوخى منها، إلى جانب تحسين وحماية وتوفير الخدمات التي تليق بالمواطن برغم التحديات التي تواجه البلاد".
وتعليقا على هذا التطور الخطير في استهداف مصادر ضخ المياه للمدن العراقية، قال مصدر مقرب من رئاسة الحكومة العراقية، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "اللعبة القذرة باتت مكشوفة، فعلى وقع بدء العد العكسي للانتخابات، تحاول المجموعات الإرهابية والتخريبية على اختلافها، تأليب المواطنين على حكومة الكاظمي التي حققت ما لم تحققه مختلف حكومات العهد الجديد ما بعد البعث، وفي محاولة لتحميلها وزر حصاد فشل وفساد واستبداد الأحزاب الطائفية والمذهبية، التي قادت البلد لطريق مسدود طيلة 17 عاما".
ويتابع: "مع الأسف يحاربون المواطن البسيط في لقمة عيشه وحتى في شربة مائه، وإلا فما الهدف من ضرب خط الطاقة الكهربائية الذي يغذي العاصمة بغداد بمياه الشرب؟، حيث يعيش ملايين الناس، فعلاوة على الاستهداف المبرمج لأبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية، ها هم يحاولون هذه المرة قطع الماء أيضا عن المواطنين".
ويضيف المصدر: "هذه حرب إبادة بكامل معنى الكلمة بحق العراق والعراقيين، فضرب وتخريب المنشآت والمواقع الحيوية من نفطية وكهربائية ومائية وفي عز هذا الصيف عمل إجرامي مدان، وينبغي وضع حد له وكشف الواقفين خلفه ومحاكمتهم بأسرع وقت".
وبدوره، يقول المواطن العراقي حيدر قاسم، لموقع "سكاي نيوز عربية": "واقع تزويدنا بالمياه لا يقل سوءا عن تزويدنا بالطاقة الكهربائية، فهي شحيحة كما الكهرباء، وما يصلنا منها لا يكفي".
ويشير إلى أن المياه لا تضخ بانتظام يوميا وإنما كل يومين أو 3 وأحيانا أكثر، مضيفا: "لا تسد حاجتنا من الماء لمدة نصف يوم، فنضطر لشراء المياه من الصهاريج وبأسعار مرتفعة، رغم كونها مياه ملوثة وغير معروفة المصدر، لكن ما باليد حيلة".
ويضيف: "وفوق هذا، ها هي خطوط التغذية بالمياه تتعرض هي الأخرى للتخريب والتدمير، لا نعرف ماذا نقول ولمن نشتكي حالنا، حياتنا تحولت لجحيم، هذا ما أعرفه".
في غضون ذلك، تتواصل منذ أيام موجة المظاهرات الشعبية الواسعة في مختلف المحافظات العراقية، احتجاجا على تفاقم أزمة شح الكهرباء، والتي تزداد وطأتها على المواطنيين العراقيين، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هذا الصيف.
وتتفاعل مشكلة الكهرباء الشحيحة مع موجة الحر الشديدة، منذرة بإحداث أزمات واضطرابات سياسية واجتماعية في البلاد، حيث قدم وزير الكهرباء العراقي، ماجد حنتوش، استقالته، على خلفية استفحال أزمة انقطاع التيار، هذا الصيف.