شهدت بلدية العزيزية جنوبي مدينة طرابلس، أولى الاحتجاجات المنددة باستمرار أزمة الكهرباء في ليبيا، حيث شكا الأهالي من انقطاع التيار لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، آملين في استجابة الحكومة للأزمة الممتدة منذ 12 سنة.
ورفع المحتجون لافتات تعبر عن معاناتهم، منها "مرضانا يعانون الأمرين"، و"درجة الحرارة 50 والكهرباء وين؟"، و"يكفينا معاناة يا ناس الكهرباء".
وطالب المحتجون بعدالة توزيع طرح الأحمال على المدن، خاصة وأن مشكلة الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة انعكسا بالسلب على الإنتاج الزراعي والغذائي أيضا في بلدية العزيزية، بخلاف التأثير المعلوم على المستشفيات.
وبحسب تصريحات عدد من الليبيين الغاضبين لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن انقطاع الكهرباء في العاصمة طرابلس نفسها قد يستمر لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، وفي مدينة بنغازي قد يصل لمدة تزيد عن 5 ساعات يومية.
وتضاعف أزمة انقطاع الكهرباء، حسب المحتجين، من معاناة الليبيين في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام فرص استخدام أجهزة التكييف.
أزمة عمرها 12 عاما
في المقابل، قال المسؤول الإعلامي لمدينة سبها، أسامة الوافي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مشكلة الكهرباء ممتدة منذ نحو 12 عاما حتى الآن.
وأضاف: "عملت الحكومة على حل الأزمة من خلال وجود محطة أوباري الغازية بقوة 6 ميغا، وهي تستطيع تغذية المنطقة كلها، إلا أن العائق وراء عدم تشغليها هو تعرض مهندسيها الأجانب منذ فترة للاختطاف؛ مما أدى إلى عدم استكمالها حتى الآن، وأصبح الجنوب الليبي على سبيل المثال يعاني الأمرين من انقطاع الكهرباء".
ولفت المسؤول الليبي إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء في الجنوب الذي يضم 16 بلدية، "في تحسن مستمر مقارنة بالسنوات السابقة".
وتابع: "الكهرباء كان يمكن أن تنقطع لمدة 12 يوما متتاليا قبل تفعيل عمل محطة أوباري على يد شركة ألمانية، وبالقياس بالماضي فإن عملية الانقطاع الآن أقل بكثير".
أمل في "الاتفاقيات"
وتتعرض منشآت وزارة الكهرباء إلى هجمات وسرقات وعمليات تخريب من الميليشيات المسلحة وجماعات الفوضى التي انتشرت في البلاد منذ 2011، حتى طالت مقر وزارة الكهرباء نفسها.
وسبق أن أعلنت وزارة الكهرباء عام 2014 تعرض مقرها للسرقة والتخريب شملت أغلب مكاتبها وسيارات الخدمة.
وسعت الحكومة الليبية للاستعانة بالخبرات الخارجية، من بينها المصرية، لتجهيز وصيانة شبكة الكهرباء، منها اتفاقيات جرى توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى إلى طرابلس في أبريل الماضي.
وحينها صرح وزير الكهرباء المصري محمد شاكر للصحف المصرية بقوله: "سنعمل مع الجانب الليبي لتأهيل شبكة الكهرباء، ونضع كل خبراتنا لنقل التجربة المصرية في قطاع الكهرباء لأشقائنا في ليبيا، وسنعمل معهم على إنشاء 3 محطات لتوليد الكهرباء".
ولفتت صحف مصرية إلى أنه جرى مناقشة إمداد ليبيا بعدد من المحطات المتنقلة من مصر، وزيادة قدرات خط الربط الكهربائي مع ليبيا والذي تم إنشاؤه منذ سنوات بقدرة 240 ميغا وات، ليصل إلى 500 ميغا وات أو أكثر، حسب احتياجات الجانب الليبي.
وأنفقت الحكومة الليبية الجديدة- التي تولت مهامها مارس الماضي- أكثر من 900 مليون دينار على قطع غيار المحطات والوحدات المولدة للطاقة، وأبرمت عقودا من بعض الدول المجاورة لمدها بالكهرباء، إلا أن عمليات السرقة والهجمات المتتالية على المحطات فاقمت الوضع.