بعد أقل من 48 ساعة من تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة، يوم السبت قرب القنصلية الأميركية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أعلن البنتاغون الاثنين بأن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية، على أهداف لميليشيات موالية لإيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن هذا الهجوم يأتي للقضاء على تهديدات، وردا على سلسلة من الهجمات الموجهة ضد "مصالح الولايات المتحدة" في العراق.
وشدد البنتاغون على أن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة ومنشآت تستخدمها عدة مجموعات، بينها "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء".
وردا على ذلك أطلقت فصائل موالية لإيران، مساء الاثنين، قذائف مدفعية على قاعدة عسكرية أميركية في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما أكد متحدث باسم الجيش الأميركي أن قوات أميركية في سوريا تعرضت لهجوم بالصواريخ.
وذكر المتحدث الكولونيل وين ماروتو في تغريدة على "تويتر"، أن الهجوم وقع الساعة 7:44 بالتوقيت المحلي.
وعلى إثر ذلك، استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن "بالمدفعية الثقيلة" مدينة الميادين التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران في الريف الشرقي لدير الزور.
وتعليقا على ضربات واشنطن لميليشيات الحشد الشعبي، وسيناريوهات الرد الإيراني يقول المحلل السياسي علي البيدر، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "هذه الهجمات تأتي في سياق تحجيم خطر جماعات الحشد الشعبي، على القوات الأميركية في العراق، خاصة بعد الاستعراض العسكري الأخير للحشد، والذي أبرز القوة والامكانيات العسكرية التي يمتلكها، وهناك خطة أميركية ممنهجة وغير مخفية في هذا الإطار، لتقليم أظافر هذه المجاميع المسلحة التابعة لإيران في العراق".
ويضيف البيدر: "ليس بمقدور ميليشيات الحشد الشعبي، الرد بشكل واسع على الهجمات الأميركية على مقارها اليوم، فهي أعجز عن الدخول في مواجهة مفتوحة مع قوة عسكرية عاتية كالقوة الأميركية، وهي تعيش فضلا عن ذلك حالا من الضعف والتراجع، حتى أن الكثير من القوى الاجتماعية والسياسية العراقية، التي كانت على مقربة منها بدأت تنأى بنفسها عن الحشد الشعبي".
ويتابع: "وفي حال أي تصعيد كبير من قبل هذه الميليشيات ضد الأهداف والمواقع الأميركية في العراق، ردا على هجمات اليوم فهي تدرك هي ومن يقف خلفها من وراء الحدود، أن رد واشنطن سيكون قاسيا ومدمرا، ولهذا لا أتصور أي ردود أفعال واسعة بعد الهجوم الأميركي، بل سنشاهد على الأغلب عنتريات كلامية لا أكثر ضد ’الشيطان الأكبر‘ وما شابه ذلك، وربما ردا عسكريا محدودا من باب حفظ ماء الوجه".
ويضيف: "ويندرج في هذا السياق ما حدث من هجوم من قبل الميليشيات الإيرانية، على قاعدة عسكرية أميركية في شرق سوريا مساء الاثنين، وما أعقب ذلك من قصف أميركي لمدينة الميادين السورية التي تتمركز فيها تلك الميليشيات، وبتصوري ستطوى صفحة الفعل ورد الفعل، على خلفية الضربات الأميركية هذه عند هذا الحد، لكن الصراع سيبقى قائما ومفتوحا بطبيعة الحال، وسنشهد جولات أخرى ولا ريب مستقبلا".
ومن جانبه يرى مصدر عسكري كردي، في تصريح إلى سكاي نيوز عربية: "أن قيام واشنطن بهذه الضربات بعيد استهداف قنصليتها في مدينة أربيل، يبعث رسالة تطمين لنا في كردستان العراق، بأننا لسنا وحدنا في مواجهة، إن الدواعش أو الميليشيات المذهبية المحسوبة على إيران، ونأمل أن يسهم هذا الرد الأميركي في كبح ووقف الهجمات المتكررة على إقليم كردستان العراق، وخاصة على عاصمته أربيل".
وتأتي هذه الضربات الأميركية في وقت باتت فيه أنباء الهجمات بالطائرات المسيرة، حدثا شبه يومي في العراق، والتي تشنها ميليشيات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، ضد مصالح وأهداف عسكرية ومدنية، عراقية وأميركية في البلاد.
وكانت قيادات عسكرية أميركية قد وصفت مؤخرا الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة ضد الجنود الأميركيين في العراق، بأنه أكبر مصدر قلق وتهديد للمهمة العسكرية هناك.
ويؤكد البنتاغون أن الجهود جارية لتطوير أنظمة دفاعية لاحتواء خطر الطائرات المسيرة، بينما تجد الإدارة الأميركية نفسها أمام خطر عسكري من نوع مختلف في الساحة العراقية ممثلا بالطائرات المسيرة، مما يدفعها إلى تعزيز قدراتها الردعية في هذا المجال.