كشف وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل، عيساوي فريج، عن أبرز الملفات التي سيعمل عليها من خلال منصبه داخل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، وعلى رأسها العمل على "التأثير قدر الإمكان على سياسة الحكومة باتجاه المساواة مع العرب، وإعادة المفاوضات مع الفلسطينيين، والابتعاد عن خطاب الكراهية، وتوسيع دائرة السلام مع دول المنطقة".
وفي حوار خاص مع موقع "سكاي نيوز عربية"، تحدث عيساوي فريج (وهو الوزير العربي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، المنتمي لحزب "ميرتس" اليساري) عن اتفاقيات السلام التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل أخيرا وموقف حكومة بينيت منها، قائلا: "اتفاقيات السلام مع دول المنطقة يجب أن تطال المواطن البسيط في إسرائيل وفي دول المنطقة".
وأضاف: "يجب أن يلمس الجميع ثمار هذه الاتفاقات، عبر مشاريع واسعة لا تقتصر على النخب الاقتصادية، وإنما تجعل العربي في إسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج يشعر بأن هذه الاتفاقيات ليس شعارا سياسيا، وإنما مشاريع يومية تفيد أكبر قدر ممكن من المواطنين وتعود عليهم بالفائدة".
واعتبر أنه "يتعين توسيع دائرة المستفيدين من هذه الاتفاقيات، والعمل على توطيد العلاقات بين دول المنطقة، لكن الأهم من ذلك بين شعوبها التي حتى الآن شاهدت هذه الاتفاقيات عبر شاشات التلفاز ولكن لم تلمس أي تغيير على أرض الواقع من حيث تأثيرها على حياة المواطن العادي".
واستطرد: "الأساس هو توسيع دائرة المستفيدين من هذه الاتفاقيات وإنزالها -إن صح التعبير- إلى مستوى الشارع والمواطن البسيط، العامل والطالب وليس فقط أصحاب رؤوس المال الكبار".
وواصل حديثه قائلا: "نأمل أن تؤدي الظروف السياسية -وخاصة تحسين المسار مع الفلسطينيين- إلى توسيع دائرة السلام على مبدأ استفادة الجميع من هذه الاتفاقيات، ورؤية المصلحة المشتركة وليس فقط التهديد المشترك، كما حاول أن يفعل نتانياهو".
وتطرق الوزير الإسرائيلي عن تأثير الأحداث الأخيرة داخل إسرائيل على العرب واليهود، لا سيما في المدن المختلفة، مشيرا إلى أن تلك الأحداث التي وقعت في الكثير من البلدات "أثرت سلبا على هذه العلاقة، وللأسف هناك حالة شك وخوف متبادل، لكن الواقع أقوى".
عودة العلاقات
وتوقع فريج عودة العلاقة إلى سابق عهدها بعد فترة "لأن الفلسطينيين والإسرائيليين يعيشون في نفس الحارات والمباني ويدرسون في نفس الجامعات ويتسوقون في نفس الأسواق. الجوانب الاقتصادية وغيرها من أوجه الحياة متداخلة، وبالتالي أتوقع أن تعود هذه العلاقة إلى سابق عهدها".
وأشار إلى أن "الحكومة الجديدة ستعمل على ترميم هذه العلاقة، بعيدا عن أجواء التحريض وسياسة فرق تسد التي ميزت سياسة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو".
وعن وجود الفلسطينيين -للمرة الأولى- كجزء من الحكومة الإسرائيلية، ومدى تأثيرهم وطبيعة الدور الذي يقومون به، قال وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل: "العرب وللمرة الأولى جزء من الحكومة، ويجب اغتنام هذه الفرصة واستغلالها لتحسين ظروفهم ومنحهم الحقوق المستحقة كافة. نريد أن نؤثر، ونريد أن نكون جزءا من اتخاذ القرار".
مواقف متباينة
وأوضح فريج أن هذه الحكومة فيها الكثير من المكونات، لذلك يجب السعي إلى زيادة مساحة القواسم المشتركة، قائلا: "رغم هذا فليس سرا أنه في القضايا السياسية الكبيرة سيكون هناك تباين في المواقف، وسنسعى من خلال موقعنا التأثير قدر الإمكان على سياسة الحكومة باتجاه المساواة مع الفلسطينيين وإعادة المفاوضات، والابتعاد عن خطاب الكراهية والتحريض والحروب".
وحول تأثير تباين مكونات واتجاهات الحكومة الجديدة على فرص استمرارها، في ظل توقعات دائرة بعدم استطاعتها الصمود أمام حجم التباين الداخلي، لفت وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل، إلى أن "الحكومة مكونة من مركبات متناقضة في توجهاتها، لكنها موحدة في رغبتها بمعالجة أمراض المجتمع الإسرائيلي".
وتابع: "إذا نجحنا بالعمل على أساس الاحترام المتبادل ورؤية مصالح شرائح المجتمع كافة وليس فرض أجندة طرف على أطراف الائتلاف الأخرى، يمكن لهذه الحكومة أن تنجح في قيادة إسرائيل لعدة سنوات، بعد أن أنهكها نتانياهو في خطاب التحريض، وإذا فشلنا برؤية المشترك فنكون قد خدمنا نتانياهو واليمين المتطرف، وسنساهم في عودتهم إلى الحكم".
القضية الفلسطينية
كما تحدث فريج عن الدور الذي يمكن لوزارته أن تقوم به في إطار "القضية الفلسطينية"، قائلا: "أنا وحزب ميرتس تعهدنا بتحريك ملف المفاوضات والسلام مع الفلسطينيين.. هذه الحكومة فيها توجهات مختلفة بشأن القضية الفلسطينية وسنسعى لتقريب وجهات النظر وتغيير الخطاب وتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين".
وختم حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية" بالقول: "سنحاول خلق أرضية مريحة لإطلاق مفاوضات بين الطرفين.. لن يكون الأمر سهلا بسبب طبيعة هذه الحكومة، لكننا سنبذل أكبر جهد في هذا الاتجاه".