أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية صرف معونة بقيمة 500 ألف دينار (نحو 335 دولارا)، للعائلات المتضررة من جراء حريق مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق.
إلا أن القرار أثار غضبا واسعا بين العائلات، حسبما رصدت "سكاي نيوز عربية" من خلال مقابلات ميدانية.
وأوضحت الوزارة أنه قد تم توزيع المنحة المالية المباشرة بعد تخصيصها من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على الأسر التي تضررت من الحريق الذي وقع في مخيم شاريا يوم 4 يونيو الجاري.
وأضافت أن المنحة شملت 136 عائلة تضررت من الحادثة، وأن التوزيع تم بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية "حرصا من الوزارة على سلاسة العملية".
لكن مبلغ التعويض لا يمثل شيئا يذكر حسبما تؤكد العائلات المتضررة من الحريق، إذ تقول كل منها إن خسائرها "أضعاف مضاعفة"، وفقا لمصادر من داخل المخيم تحدثت إلى موقع "سكاي نيوز عربية".
ويقول شاب إيزيدي من المتضررين في مخيم شاريا: "تصور أننا فقدنا خيمنا التي هي بيوتنا للأسف ومتاعنا وكل ما نملك، وبالنهاية يكون مبلغ التعويض المادي الذي نتحصل عليه مجرد 300 دولار، وكأننا متسولون ومتطفلون ولسنا أصحاب حق ومواطنين في هذا البلد".
ويتابع: "هذا المبلغ استهانة بآلامنا ودمعنا وتتفيه لقضيتنا، حيث نعيش منذ سنوات حياة ملؤها الذل والبؤس والهوان في مخيمات العار هذه وسط العراء، فبدلا من تحمل الحكومة والجهات المسؤولة لمسؤولية ما حدث نتيجة التقصير والإهمال وضعف الخدمات واهتراء البنية التحتية في المخيمات، ها هي تتكرم علينا بتعويض مادي هزيل".
ويستطرد: "ثم ماذا عن تعويضنا المعنوي؟ وهل سنبقى هكذا طيلة حياتنا نعيش في خيم لا تليق بالبشر؟".
وأبدى عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي حسين نرمو، "أسفه" لضعف مبلغ التعويض، وذلك في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية".
وقال نرمو: "رغم مطالبتنا بعيد فاجعة احتراق مخيم شاريا، الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وفي حكومة إقليم كردستان العراق، خاصة وزارة الهجرة والمهجرين، بضرورة وضع حد لمعاناة الإيزيديين والنازحين العراقيين عموما في المخيمات ومراكز الإيواء وتأمين عودتهم لمناطقهم الأصلية وتوفير بيئة آمنة وحياة كريمة لهم، لكن مع الأسف لا مؤشرات على ذلك ولا على بلورة معالجات جدية وشاملة لهذا الملف الإنساني الملح".
ويضيف البرلماني الكردي الإيزيدي: "مع وقوع الحادث المؤسف تواصلنا مع وزارة الهجرة والمهجرين، وطالبنا بتعويض النازحين المتضررين بما يتناسب وهول ما حل بهم، وأوضحنا لهم أن المبلغ المقرر لتعويض كل عائلة متضررة لا يتناسب بالمرة مع حجم الأضرار التي لحقت بتلك العوائل المفجوعة، لكن في المحصلة تم اعتماد ذلك المبلغ وقدره نحو 300 دولار أميركي، ولا يكاد ذلك يسهم ولو بالقليل في تعويضهم عن خسائرهم المادية الفادحة".
وتقيم آلاف العوائل في مخيم شاريا من النازحين الإيزيديين ممن هجروا من مناطقهم في سنجار، إثر احتلال تنظيم "داعش" الإرهابي لها في بداية شهر أغسطس من عام 2014، حيث ارتكب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وديني بحق آلاف الإيزيديين.
ورغم عودة قسم منهم، فإن نازحي سنجار لا يزالون يتوزعون على عشرات المخيمات، خاصة في إقليم كردستان العراق، ومعظمها يقع في محافظة دهوك حيث تستمر مأساتهم على مدى أكثر من 7 أعوام.