أثارت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى ليبيا مؤخرا، استنفارا كبيرا لدى عدة أوساط ليبية، مستنكرة عدم التنسيق مع الجانب الليبي وإتمام الزيارة على نحو يوحي بأن ليبيا "مستعمرة تركية ضمن الإمبراطورية العثمانية".
وقال رئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي، سعيد ناصر، إن الزيارة جاءت تلبية "لجنون عظمة وأحلام الوهم لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعودة الدولة العثمانية، فهو يعتبر أن ليبيا أرض أجداده مستغلا في الوقت نفسه جماعات الإخوان في ليبيا لإنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية".
وأضاف سعيد في تصريحات لـ" موقع سكاي نيوز"، أن "أردوغان يعوض رفض الاتحاد الأوروبي له بمحاولة إثبات وجوده في إفريقيا"، مؤكدا أن "الوجود التركي في بلاده على هذا النحو بمثابة احتلال ويجب أن تسترد ليبيا سيادتها الوطنية".
وأردف أن الزيارة تعتبر "عادية" في ظل ما تعاني منه ليبيا من جراء التدخل الأجنبي فيها بعد سنة2011، "فبعد أن كانت دولة مستقرة وذات سيادة أصبحت مرتعا للمخابرات العالمية والقواعد العسكرية".
واعتبر سعيد أن عدم التنسيق للزيارة بين الجانبين التركي والليبي، واستقبال الجنود الأتراك وسفير أنقرة في ليبيا منفردين لوزير دولتهم من دون وجود المراسم الدولية المتعارف عليها يعتبر "إهانة وتحد من قبل المحتل التركي"، خاصة أن الزيارة جاءت في ذكرى إجلاء القوات الأميركية عن قاعدة معتيقة، لافتا إلى أنها مجرد زيارة يجريها وزير دفاع لإحدى "مستعمراته العثمانية".
وأوضح سعيد، أن رئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج، هو من استجلب الأتراك والمرتزقة للأراضي الليبية بعدما أبرم اتفاقية الدفاع المشترك.
وذكر أن انتهاك السيادة الليبية من قبل "المحتل التركي" مستمر ولا تتوقف فقط عند الزيارة ولكن أيضا بالجسر الجوي المسير يوميا لقاعدة الوطية العسكرية، "من أجل العودة مرة آخر للحقبة العثمانية التي تأسست على فرض الأتاوات والغزو والسيطرة والتوسع وتحقيق الأطماع"، محذرا من خطورة تحقيق هذه المطامع.
بدوره، وصف الأكاديمي الليبي عبد الكبير الفاخري، الزيارة بأنها "طبيعية بالنسبة لإحدى مستعمرات الدولة العثمانية"، موضحا أن "ليبيا تقع تحت الاحتلال التركي، وأنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها زيارة بهذا الشكل".
وأوضح الفاخري في تصريحات لـ"موقع سكاي نيوز"، أن رئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج، هو ما وافق على إتمام الزيارات بهذا الشكل عند الاتفاق على الوجود العسكري التركي في ليبيا.
وأكد أن الرسالة الأخرى التي أراد الأتراك توصيلها للعالم، هي "أن لديهم وجودا قويا في ليبيا وبإمكانهم زيارة مستعمراتهم في أي وقت وعلى النحو الذي يريدون".
وتابع الفاخري قائلا: "يبدو أن السلطان العثماني الجديد لديه حنين لحقبة زمنية استمرت قرابة 500 عام من احتلال المنطقة العربية خلفت وراءها الدمار".