وجهت المحكمة في لوغرونيو شمالي إسبانيا، لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وللرقم الثاني في هذا الكيان المزعوم سالم لبصير، تهمة الإرهاب بجميع أنواعه، لتضاف إلى العديد من القضايا المرفوعة ضد غالي بإسبانيا من طرف المنظمات الحقوقية والمدنية المدافعة عن حقوق الإنسان.
ورُفعت القضية في المدينة التي كان يعالج إبراهيم غالي في أحد مستشفياتها طيلة الشهر الماضي من وباء كوفيد-19، بعدما دخل إسبانيا بجواز سفر دبلوماسي جزائري، وبموافقة الحكومة الإسبانية، مما تسبب في أزمة سياسية بين المغرب وإسبانيا.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أكد المهندس ورجل الأعمال المغربي رشاد الأندلسي الورياغلي، هذا الخبر، الذي نقلته مجموعة من الصحف الإسبانية من بينها موقع "20 دقيقة".
وقال: "أنا من رفعت هذه الدعوى، بعدما كنت من المطالبين بالحق العام في الدعوى السابقة، التي استمع فيها قاضي المحكمة الوطنية بمدريد لغالي، بسبب الاتهامات الموجهة إليه والتي تتعلق بالتعذيب والخطف والاشتباه في ارتكاب جرائم حرب، بحسب الدعاوى التي وجهها ضحايا إسبان لقضاء بلادهم".
وأوضح الأندلسي أن "زعيم البوليساريو على علم بهذه القضية، وهو ما عجل بفراره من إسبانيا، خاصة أن القاضي قد سلمه دعوة للمثول أمام محكمة التحقيق بلوغرونيو، في 2 يونيو الجاري، بالإضافة إلى الرقم 2 في هذه الجبهة الانفصالية، سالم لبصير، الذراع الأيمن لغالي، الذي يشغل منصب وزير التعمير والتجهيز في هذا الكيان المزعوم، والذي كان يصرح بأن غالي لن يرضخ لأي تهديدات وسيغادر إسبانيا متى شاء".
وأشار الأندلسي إلى أنه "يعمل ما في وسعه مع مجموعة من جنود الخفاء في إسبانيا، حتى يخدم المغرب وقضاياه العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، ومحاكمة كل من تسبب بإيذاء المغرب والمغاربة، وافتعال نزاع وهمي استمر لسنوات طويلة".
كما أكد على أن "هدفه من هذه الإجراءات التي أقدم عليها، هو وضع حد لتصرفات الانفصاليين، وإعادة الحق لأصحابه".
وبحسب موقع "20 دقيقة" الإسباني، فإن لبصير الذي يحمل الجنسية الإسبانية منذ 1989، وهو رجل أمن متقاعد، يشغل منصب وزير التعمير والتجهيز في هذا الكيان المزعوم، ويشرف على الهلال الأحمر، وهو متهم بـ"بيع المساعدات الموجهة إلى المحتجزين بتندوف إلى موريتانيا، والعمل مع شبكات التهريب".
وكانت المحكمة الإسبانية قد استمعت إلى غالي عبر تقنية الفيديو من المستشفى حيث يعالج من تداعيات فيروس كورونا، وذلك في قضيتين، الأولى تقدم بها فاضل بريكا، المنشق عن "البوليساريو" والحامل للجنسية الإسبانية، بتهمة "ارتكاب تعذيب" في مخيمات تندوف، والثانية فتقدمت بها "الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان"، ومقرها إسبانيا، بتهم "ارتكاب إبادة جماعية، والقتل والإرهاب والتعذيب والإخفاء القسري".
تجدر الإشارة إلى أن الورياغلي، مهندس ورجل أعمال مغربي، جرى اختياره مؤخرا ضمن 10 شخصيات مؤثرة في السياسة الخارجية الإسبانية، وفق تقرير نشرته صحيفة " ABC" المشهورة، وأعده البرلماني عضو لجنة الخارجية "خوان فيسينتي بيريز أراس".
وأوضح التقرير أن هذا الشاب طنجوي الأصل ذو الثلاثين ربيعا من عمره، يعمل في منطقة فالنسيا، وهو أمين عام للطلبة والخريجين المغاربة في إسبانيا.
وأشار إلى أن الشاب "حاضر في جميع الأحداث السياسية والتجارية في إسبانيا"، لافتا إلى أنه على الرغم من عدم ظهوره في وسائل الإعلام، فإنه يحظى بعلاقات مهمة مع الحكومة والمعارضة في إسبانيا، ويتعاون مع كل من الإدارة العامة ونسيج رجال الأعمال الإقليمي والوطني.
وقد اعتبره التقرير "قيمة صاعدة أدت إلى اعتماده مرجعا وجعله رجلا يثق فيه السلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا، حيث كان له الدور في نجاح عدة اتفاقيات دولية". وقد سبق أن منحه منتدى "كرانس مونتانا" المعروف، جائزة "أحد قادة المستقبل" في عام 2019.