سادت من حالة من الغضب والاستياء في الشارع العراقي، إثر اغتيال الضباط في المخابرات نبراس فرمان، بهجوم مسلح في العاصمة بغداد، وسط مطالبات بالكشف عن قتلته في أٌقرب وقت.
وفي تفاصيل الحادثة، أفادت مصادر أمنية ووسائل إعلام محلية، بأن الضابط وهو برتبة عقيد يعمل في جهاز المخابرات الوطني، لقي مصرعه عندما فتح مسلحون مجهولون النار عليه، في منطقة البلديات شرقي بغداد، حيث تلقى عدة رصاصات في الجزء العلوي من جسمه.
ولفتت تلك المصادر، إلى أن الضابط يعمل معاونا لمدير دائرة المراقبة في الجهاز.
وهذا الحادث الثاني خلال أشهر، إذ اغتال مجهولون الضابط في جهاز المخابرات محمود ليث، بإطلاق النار عليه في منطقة المنصور وسط العاصمة بغداد، في شهر مارس الماضي.
وتشهد العاصمة بغداد، بين الحين والآخر، عمليات اغتيال لنشطاء أو قادة في الاحتجاجات الشعبية، بينما تعلن القوات الأمنية عن بدء تحقيقات في تلك الحوادث، لتنتهي غالبا بتقييد الجرائم ضد جهات مجهولة.
بدوره، قال جهاز المخابرات، في بيان: "بمزيد من الثبات والإصرار على مواصلة العطاء، ينعى جهاز المخابرات الوطني العراقي الشهيد العقيد نبراس فرمان شعبان، الذي طالته أيادي الحقد بعملية جبانة غادرة هذا اليوم، في محاولة يائسة لثني الجهاز عن أداء واجبه الوطني".
وأضاف: "لقد كان الفقيد مثالا يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة وطنه وشعبه، وكان له الدور الأبرز في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة على امتداد سنوات خدمته".
وتابع: "وفي الوقت الذي يرفع فيه جهاز المخابرات الوطني تعازيه الحارة لعائلة الشهيد وأقربائه ومحبيه، يؤكد بأن دم الشهيد سيكون منارا للاقتصاص من القتلة المجرمين الذين يحاولون سلب إرادة الدولة وإضعاف همة أبنائها".
وعبر نشطاء عراقيون، ومدونون، وأقرباء العقيد فرمان، عن غضبهم من قدرة الميليشيات المسلحة على الوصول إليه واغتياله في منطقة البلديات، مما يشير إلى قدرة تلك الميليشيات على تنفيذ عمليات اغتيال أخرى.
وقال أحد أقرباء فرمان، الذي شارك في تشييع جثمانه، لموقع "سكاي نيوز عربية": "كيف وصلوا إليه؟، وكيف تمكنوا من التعرف عليه ومعرفة مكان عمله؟.. هذا ما يؤكد ضرورة إعادة النظر في الخطط الموضوعة لمثل تلك الشخصيات".
وأضاف قريب فرمان، الذي يدعى محمد جاسم، أن "مقتل شخصية بهذا الحجم، على يد المجموعات المسلحة، يمثل انتهاكا صريحا للقوانين، ويؤكد بما لا يقبل الشك، أن هناك استهدافا ممنهجا لجهاز المخابرات".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب نشطاء بضرورة توفير الحماية لأعضاء الجهاز، من الميليشيات المسلحة، خاصة أن جهاز المخابرات يعد من الأجهزة التي تتمتع باستقلال كبير عن النفوذ الذي تمارسه الجماعات المسلحة أو الميليشيات، وكان يقوده رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي.
وقال المحلل السياسي زيد الأعظمي، عبر تويتر: "اغتيال ضابط مخابرات بمثابة رسالة مباشرة لمصطفى الكاظمي دون وسيط، ربما لتذكيره أن قاسم مصلح ما زال معتقلا".
فيما قال شاهو القرداغي، وهو كاتب معروف: "قبل شهرين تم اغتيال ضابط في جهاز المخابرات، ونُسبت العملية لمسلحين مجهولين ايضا! هل هذا اختراق وفشل أمني؟ أم أن المسلح المجهول لديه حصانة من المحاسبة والملاحقة؟!".