أثارت مشاركة الحركة الإسلامية الإخوانية داخل إسرائيل في الحكومة الجديدة العديد من التساؤلات وعلامات التعجب لدى الأوساط الشعبية والسياسية الفلسطينية، وهو ما يلقي الضوء على التناقضات التي أضحت سلوكا سياسيا لتنظيم الإخوان الساعي إلى المشاركة في السلطة بأي شكل.
فبالرغم من الشعارات التي اعتاد تنظيم الإخوان استغلالها على مدار عقود للترويج لمشروعها وفي القلب منها شعارات مناهضة لإسرائيل، إلا أن منصور عباس زعيم القائمة العربية الموحدة، والذي يعد واحداً من أهم قيادات التنظيم، وقع بالانضمام لرئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد ليتمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية وذلك بعد سماح مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية له بذلك.
وأصبح ظهور القيادي الإخواني إلى جوار لابيد صورة تختزل الكثير من الكلمات وتكشف، بحسب محلل فلسطيني، "زيف ادعاءات تنظيم الإخوان التاريخية المناهضة لإسرائيل، والرافضة لأي تحالف وتخوين أي شخص أو دولة تقدم على ذلك".
ازدواجية تاريخية
ويرى الكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، أحمد جمعة، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مشاركة حزب منصور عباس (47 عاما) الذي يمثل الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل والتي ترجع أصولها لجماعة الإخوان "يكشف الازدواجية التي يتعامل معها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان التي ترفع راية تحرير فلسطين والقدس وتستخدم الخطاب الشعبوي ودغدغة مشاعر الشعوب العربية كي تحقق الجماعة مكاسب سياسية ومادية لها من وراء موقفهم الشعبوي من قضية فلسطين".
ويتابع جمعة أنه بالرغم من الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لم ينحسب منصور عباس من التحالف مع الأحزاب الإسرائيلية التي كانت تؤيد الحرب على القطاع "لكنه اكتفى بتعليق المشاورات والتزم الصمت، وعقب نجاح الوساطة المصرية وإعلان وقف إطلاق النار فتح اتصالات مكثفة مع يائير لابيد ونفتالي بينيت، رافعا شعار إسقاط بنيامين نتانياهو ولم يتطرق قط إلى ضرورة وقف الاستيطان والتهويد الذي تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية".
بدون مكاسب
وأوضح جمعة أن انخراط الإخوان في الحكومة الإسرائيلية جاء دون انتزاع أي مكاسب سياسية أو اقتصادية لصالح الفلسطينيين سواء في الداخل أو بالضفة والقدس وقطاع غزة.
وأشار إلى أن ما فعله منصور عباس يعطي الضوء الأخضر والدعم لليمين الإسرائيلي المتطرف ويتحجج بأن دعمه لائتلاف "لابيد – بينيت" هدفه الأساسي تحسين معيشة الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل، وهي ما ترفضه المكونات العربية التي تعيش في داخل الـ48.