أكد خبراء سياسيون أن كلمة المشير خليفة حفتر التي ألقاها خلال أمام العرض العسكري الليبي، السبت، تضمنت رسائل واضحة لعدة أطراف داخلية وخارجية، مفادها بأنه لا سلم مع الإرهاب مهما يكن وأن تفكيك الميليشيات العسكرية المتواجدة في عدة مناطق بالدولة أمراً محتوماً.
وأضاف أن إعادة دمج الخارجين عن القانون في المجتمع المدني سيكون بشروط، خاصة وأن القوات المسلحة الليبية منحت الفرصة الأخيرة للمسلحين لوضع أسلحتهم وإلا سيتم مواجهة ذلك بكل قوة.
وكان المشير خليفة حفتر قد أكد في كلمته في احتفال الذكرى السابعة للكرامة أن قواته على استعداد لخوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة إذا ما تمت عرقلته.
وشدد حفتر على أن الجيش الليبي لا تزال أصابعه على الزناد، ولن يتردد في خوض المعارك من جديد لفرض السلام بقوة إذا ما تمت عرقلته بالتسوية السلمية المتفق عليها.
وفيما فسره متابعون أنه رسالة للمجتمع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية، طالب قائد الجيش الوطني الليبي بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر، وحل الجماعات المسلحة التي تنتشر في البلاد.
من جانبه قال مستشار المنظمة الليبية للأمن القومي رمزي الرميح في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن المشير خليفة حفتر ألقى بالكرة في ملعب الحكومة الجديدة، وإعطائها الفرصة لحل الميليشيات وإخراج المرتزقة وإجراء الانتخابات الرئاسية، وإلا ستضطر القوات المسلحة إلى التدخل الفوري وفرض السلام داخلياً بالقوة.
وتابع: "المشير حفتر كشف لأول مرة أن المجتمع الدولي هو من طلب بشكل مباشر وقف دخول طرابلس، بغرض إعطاء فرصة لإقرار السلام، رغم أن القوات المسلحة نجحت في تحرير درنة وبنغازي من الميليشيات، وقرار حفتر بعد الاستمرار في الدخول إلى طرابلس كان بهدف إعطاء فرصة للأطراف كافة أن تعيد عجلة السلام إلى مجاريها واقتلاع جذور الميليشيات التي عطلت الحياة السياسية والأمنية في البلاد".
ويرى الرميح أن حل الجماعات المسلحة في ليبيا ليس بالأمر الهين والأمر يحتاج إلى إدارة دولية ومحلية وإقليمية خاصة وأن تخلل الميليشيات المسلحة في الداخل الليبي بات ممتداً، واللجان الحكومية التي شكلت بغرض تفكيك الجماعات الإرهابية والمسلحة صنفتهم على أن بعضهم جماعات إرهابية وأخرى إجرامية وبعضهم قطاع للطرق وخريجي سجون وإعادة دمجهم في الدولة بشكل عادي وفي جميع المؤسسات أمر مستحيل عملياً.
وشدد أنه ليس هناك عزم دولي حقيقي في إخراج المرتزقة، رغم وجود قرارات ملزمة من الأمم من الأمم المتحدة، خاصة وأن دولة تركيا هي الدولة الوحيدة التي تؤيد الميليشيات، ولا تريد جيش وطني وتريد حرس وطني على غرار حزب الله والمليشيات كحزب الله.
السياسي الليبي أحمد العبود، قال في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن كلمة المشير حفتر تؤكد أن نجاحه على الأرض في دحر الإرهاب، وفرض حالة الاستقرار في بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب، وأنه هو من نجح في فرض الحل السياسي هذه الأيام.
وأشار إلى دعم المؤسسة العسكرية للحل السياسي قد يؤدي إلى تنفيذ خريطة الطريق المتعلقة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مباشرة من الشعب، وتفكيك الميليشيات وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.
وعلى نفس الجانب قال رئيس مجلس حكماء وأعيان فزان الليبية علي بركة إن قبائل الجنوب تلتف حول جيشها لاستعادة السيادة الليبية.
وأوضح أن رسالة المشير حفتر واضحة تتضمن توحيد كل مؤسسات الدولة وتفكيك الميليشيات وخروج المرتزقة ومصالحة وطنية شاملة وعودة المهجرين في داخل وخارج وجبر ضررهم.