دشّن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني عملية توزيع بطاقات تأمين صحّي مجاني شامل على 100 ألف أسرة فقيرة، في سابقة من نوعها في تاريخ هذا البلد، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وخلال حفل أقيم للمناسبة في نواكشوط، قال محمد سيدات الشيخ المصطف، رئيس مشروع الصحّة والتغذية في "المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء" (تآزر) إنّ هذه المبادرة ستستفيد منها "100 ألف أسرة متعفّفة، أي 620 ألف شخص، وذلك في إطار مشروع +التأمين الصحّي للجميع+"، وهو أحد الوعود الرئيسية للحملة الانتخابية للرئيس الغزواني الذي انتخب في 2019.
وأضاف أنّ التأمين الصحي المجاني يعتبر "أحد أهم الرافعات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمم، لما يوفّره من ولوج للخدمات الصحيّة للفرد والأسرة، إضافة إلى الحدّ من النفقات على العلاجات في الحالات المرضية للفرد، كما أنّه يعزّز اللحمة الاجتماعية ويقلّص من الفوارق الاجتماعية وتبعاتها السلبية".
بدوره قال المندوب العام لـ"تآزر" محمد محمود ولد بوعسرية إنّه في هذه المبادرة "أُعطيتْ الأولوية لعديمي الدخل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة، سعياً لتمكين هذه الفئاتِ من الاستفادة السريعة من تغطية صحيّة شاملة ومجانية".
ولفت إلى أنّه بموجب هذا التأمين سيحصل المستفيدون على العناية الإسعافية والوقاية والاستشارات والعلاجات والخدمات الملحقة، إضافة إلى العناية في المستشفيات والأدوية.
وتتوقّع تآزر أن تكلّف هذه التغطية الصحيّة في 2021 "أكثر من ملياري أوقية قديمة (5 ملايين يورو)"، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس أحد المسؤولين عن المشروع في هذه الهيئة العامة.
واستُحدث التأمين الصحّي في موريتانيا في 2005 في عهد الرئيس السابق معاوية ولد السيد أحمد الطايع (1984-2005) وكان يستفيد منه في البداية موظفو الخدمة المدنية حصراً، قبل أن يتوسّع نطاقه ليشمل القطاعين شبه الحكومي والخاص.
ومن بين إجمالي عدد السكان البالغ 4.5 مليون نسمة، تشير التقديرات إلى أنّ حوالي رُبعهم فقط يستفيد من التأمين الصحّي.