أعرب قادة وخبراء عسكريون في الولايات المتحدة، عن قلقهم من خطر اتساع رقعة الصراع الدائر منذ أيام بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأشار بعضهم إلى تغير واضح في موقف الشارع الأميركي من الصراع في الشرق الأوسط.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، الثلاثاء، أعرب الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة الوسطى الأميركية، عن اعتقاده بأن "إسرائيل تدافع عن نفسها"، وفي الوقت نفسه حث على "وقف العنف"، محذرا من "خطر توسع الصراع".
وهذا القلق ظهر جليا في الجهود السياسية الحثيثة للبيت الأبيض، إذ أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، أربع مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، منذ بدء الأحداث، كانت آخرها الأربعاء، وأبلغه خلالها أنه "يتوقع خفضا كبيرا للتصعيد اليوم تمهيدا لوقف إطلاق النار في غزة".
وقال المدير التنفيذي لموقع "ديفينس وان"، كيفن بارون، إن إطالة أمد الصراع بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي وغياب إمكانيات حسمه، يفتح احتمالات توسعه وامتداده إلى مناطق محيطة.
وأضاف بارون في حديث لسكاي نيوز عربية، أن "العالم يريد أن يعرف ما الذي تريد إسرائيل تحقيقه، نسمع القادة الإسرائيليين يتحدثون عن إضعاف حماس بشكل غير مسبوق، لكن المشكلة أن كل صاروخ إسرائيلي يدفع الكثيرين للتعاطف مع حماس".
ولفت بارون إلى أنه لم يشاهد في حياته رد فعل أميركي على جولة صراع في الشرق الأوسط كالتي يراها الآن، "إذ أصبح المزيد من المواطنين الأميركيين العاديين يهتمون بالقضية، وغالبا ما يبدون تعاطفهم مع الفلسطينيين".
ويرى الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأميركية، ديفيد دي روش، أن ما يدعو للقلق هو شن العمليات العسكرية في مناطق مكتظة بالسكان، ويثير مخاوف من وقوع أخطاء في حسابات العمليات الحربية وبالتالي سقوط إصابات بشرية على مستوى واسع.
ويضيف دي روش في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن "حماس تخسر دائما من الناحية التكتيكية وتسعى إلى الربح الاستراتيجي. المسألة أبعد من خطر الصواريخ، المشكلة في احتمال اتساع الصراع بحكم التعاطف الذي أحدثه الدمار الإسرائيلي والخوف من حصول سوء حسابات".
وأضاف دي روش أن مفهوم "توسع الصراع" لا يقتصر على الجانب الجغرافي، بل ما أثبتته جولة النزاع الأخيرة من حيث انتشار تقنيات تصنيع الصواريخ، "فما رأيناه هو بداية حقبة جديدة ستتمكن خلالها جماعات غير حكومية، مزودة بالقليل من التكنولوجيا والمواد الأولية، من شن هجمات فعالة بالصواريخ قصيرة المدى أو الطائرات المسيرة".
ومنذ اندلاع جولة القصف المتبادل الأخيرة في العاشر من مايو، قتل ما لا يقل عن 219 فلسطينيا، بينهم 63 طفلا، في الغارات الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة.
في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل 12 إسرائيليا بصواريخ فلسطينية. إذ أطلقت حماس ما يقرب من 3500 قذيفة وصاروخ على إسرائيل في الأسبوع الأول من النزاع، ما دفع الإسرائيليين الذين يعيشون على الحدود القريبة مع قطاع غزة إلى البقاء في الملاجئ أو الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا.