كشف سكرتير مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، القمص أنطونيوس الأورشليمي، إنه جرى إزالة الخيمة التي نصبها الرهبان الإثيوبيين داخل دير السلطان بالقدس مع رفع العلم الإثيوبي الذي وضعوه أعلاها.
وقال "أنطونيوس" في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الأيام الماضية شهدت تواصلًا مع وزارة الخارجية المصرية، وسفارة مصر في تل أبيب، لمتابعة الموقف، وبدورهم خاطبوا الخارجية الإسرائيلية لإنهاء تلك الأزمة ورفع العلم الإثيوبي والخيمة.
وأوضح أن تلك الأزمة تحدث في هذا الوقت من كل عام، إذ يضع الرهبان الإثيوبيين تلك الخيمة للصلاة داخلها، لكن الجديد في الأمر وما أثار غضبنا هو رفع العلم الإثيوبي عليها في محاولة لإثبات أحقيتهم في الدير، على خلاف الحقيقة، لافتًا إلى أن الشرطة تدخلت الأسبوع الماضي لرفع الأعلام، لكنهم في اليوم التالي وضعوا علمًا أكبر على الخيمة ولم تقم الشرطة بإزالته في هذه المرة.
بداية الأزمة
كان رهبان إثيوبين قاموا بنصب خيمة ورفع علم بلادهم داخل دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية للأقباط الأرثوذكس، والذي يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، الأربعاء الماضي، الأمر الذي أثار غضب الرهبان المصريين.
وتجمع الرهبان المصريون بالدير قبل يومين لإزالة الخيمة والعلم الإثيوبي، وسط تدخل من أفراد الشرطة، فيما جرى إبلاغ الكنيسة المصرية بكافة التفاصيل للتدخل وتهدئة الموقف.
وعلى إثر هذه الأحداث، نظم مطران القدس الأنبا أنطونيوس، وقفة احتجاجية بمشاركة الرهبان المصريين؛ احتجاجا على هجوم الرهبان الإثيوبيين عليهم، وسط تواجد لأفراد شرطة حاولوا تهدئة الموقف.
ملكية مصرية تاريخية
ويعود سكرتير مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، للتأكيد على ملكية الكنيسة القبطية المصرية لدير السلطان منذ عقود طويلة.
وقال إن الدير سُمي بدير السلطان لأن السلطان عبدالله بن مروان أهداه للأقباط في أواخر القرن السادس، وتم التأكيد على الملكية مرة ثانية في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر.
وبشأن دخول الرهبان الإثيوبيين إليه، أوضح القمص أنطونيوس الأورشليمي، أنه في القرن الـ 17، فقد الإثيوبيين الأملاك الخاصة بهم في كنيسة القيامة ولجأوا إلى أقرب كنيسة وهي الكنيسة القبطية لكي يسكنوا فيها، وظلوا في غرف صغيرة كضيوف حتى انتهاء أزمتهم، لكنهم ظلوا يتوافدون على الدير حتى كثر عددهم ورغبوا في إحكام سيطرتهم على الدير.
وفي 1970، أثناء الانشغال بصلوات عيد القيامة، انتهز الرهبان الإثيوبيين تلك الفرصة بمساعدة السلطات الإسرائيلية، وقاموا بتغيير المفاتيح، وأعطتهم السلطات الإسرائيلية السيطرة الكاملة على الدير، بحسب "أنطونيوس".
وأشارت إلى أنه إزاء ذلك، تم تحريك دعوى قضائية أمام المحكمة الإسرائيلية العليا التي قضت بإعادة مفاتيح للرهبان الأقباط في مارس 1971، لكن الحكم لم ينفذ حتى الآن، على الرغم من الدعاوى العديدة التي قدمت إلى السلطات الإسرائيلية.
يعد الدير أحد أهم الأماكن العربية المقدسة الواقعة في مدينة القدس الشرقية، وتحديدًا في حارة النصارى بجوار كنيسة الملكة هيلانة للأقباط الأرثوذكس، والممر الواصل إلى سور كنيسة القيامة.