شيع الآلاف من أبناء محافظة السويس، ومحبي الشيخ حافظ سلامة، جثمان قائد المقاومة الشعبية بالسويس إبان الاحتلال الإسرائيلي.
ويمثّل "الشيخ حافظ" ذاكرة خاصة لمدينة السويس المعروفة باسم المدينة الباسلة، إذ أن الموت زاره عن عمر يناهز الـ95 عاما، بعد تعرضه لوعكة صحية منذ بداية شهر رمضان الكريم، دخل على إثرها مستشفى الدمرداش قبل أن يتوفى فجر اليوم.
وكان الشيخ حافظ سلامة يعدّ تاريخا حيا وشاهدا على بسالة شعب السويس وقدرتهم على مواجهة العدو، فكان حائط الصد في وجه القوات الإسرائيلية في حرب 1973، ورفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء وفضّل المقاومة وأن ينول الشهادة خيرا من أن يعلن استسلامه لقوات العدو.
وحمل "سلامة" الذي عمل واعظا في الأزهر الشريف، على عاتقه مهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي في حرب الاستنزاف، ونجح في تكوين جبهة نفذت أعمال فدائية خلال تلك المرحلة من تاريخ مصر، عاش سلامة حاضرا بين الناس معروفًا بدوره البطولي والوطني في الدفاع عن أرض مصر.
وفور إعلان أسرة الشيخ حافظ عن خبر وفاته، خيم الحزن على أهالي مدينة السويس التي يعرفون الشيخ "حافظ" على مدار عقود وأجيال تربت على يديه وهي تستمع إلى ذكرياته في مجابهة الإنجليز ومن ثم الإسرائيليين.
رجال ونساء وشباب وكهل حضروا لتشييع جثمان الشيخ سلامة حافظ، فهناك من سمع عن فدائيته وقوته في دحر الأعداء، وهناك من تربى على حكايات وقصص تروى عن بطولاته على مدار سنين ومواقفه الوطنية التي ظلت محفوظة في الذاكرة لسنوات طوال.
جنازة لم تشهد لها السويس مثيلا
وقال حسن الدندراوي أحد المقربين من الشيخ حافظ سلامة، إنّ "الراحل علامة بارزة في تاريخ مصر، فقد أثرى الحياة السياسية والاجتماعية، وكان له تأثير كبير في تحرير المدينة الباسلة".
وتابع الدندراوي في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "الشيخ حافظ سلامة خلال السنوات الأخيرة حصل على قطعة أرض في حي فيصل في السويس ليبنيها جمعية الهداية الإسلامية لمساعدة الجميع ويكون بجانبهم مساندًا للجميع".
وعن استقباله لخبر وفاته، أكد أحد المقربين من الشيخ حافظ سلامة أنّ: "الجميع أجمع على حبه، والخبر كان حزين للغاية عليّ، ولكن مشهده كان مؤثرًا للغاية فالجميع خرجوا لتوديع رمز من رموز السويس، وعدد منهم لم يروه من قبل ولكن سمعوا عنه وعن تأثيره، فجنازته لم نشهد لها مثيل من قبل في السويس".