في 15 يناير، أدرجت الخارجية الأميركية القيادي الإخواني، مؤسس حركة "حسم"، يحيى موسى، على قوائم الإرهاب مع زميله القيادي علاء السماحي، وطالبت بملاحقتهما أمنيا وتجميد أموالهما، وعقب القرار بساعات فر القياديين من تركيا إلى كندا وطلبا اللجوء السياسي والحماية الأمنية.
ويتجدد الحديث عن القيادي المطلوب يحيى موسى لدى القضاء المصري، بتهمة تأسيس الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، والتخطيط لعملية اغتيال النائب العام هشام بركات، وعدد من العمليات الأخرى، وذلك بالتزامن مع إعلان السلطات التركية فرض قيود مشددة على قيادات التنظيم والإعلام الموالي له داخل أراضيها.
استياء بعد القرار الأميركي
وذكر مصدر قريب من التنظيم يقيم في إسطنبول، أن السلطات التركية أبدت عدة ملاحظات على ظهور موسى على القنوات التابعة للتنظيم التي تبث من الأراضي التركية، كما أبدت استيائها الشديد من تواجده على أراضيها، خاصة بعد إعلان الخارجية الأميركية، مما دفعه إلى مغادرة البلاد بمساعدة قيادات ذات نفوذ كبير في التنظيم الدولي.
وأشار المصدر إلى أن السلطات التركية وضعت ظهور موسى، كأحد أهم الأسباب التي دفعتها لوقف بث البرامج الإخوانية.
ووفق المصدر، نفى أيمن نور في عدة تصريحات ومراسلات مع مسؤولين أتراك، أي ظهور لموسى عبر قناة "الشرق"، وقيام إدارة القناة على يوتيوب بحذف كافة الفيديوهات التي يظهر فيها مع المذيع الإخواني معتز مطر.
وتُظهر عشرات الفيديوهات المنتشرة على يوتيوب، لقاءات عدة مع القيادي الإخواني المحكوم عليه بالإعدام في بلاده، المطلوب لدى الإنتربول، بعد اعتراف منفذو عملية اغتيال النائب العام بتلقيهم تكليفا منه لتنفيذ العملية، وكذلك تورطه بدعم وتمويل العديد من العمليات الأخرى التي استهدفت منشآت أمنية مصرية، منها هجوم كمين مدينة نصر يوم 2 مايو 2017، ومحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر.
أخطر المطلوبين لدى القاهرة
ووفق الباحث المصري المختص بشؤون الجماعات الإرهابية، طارق أبو السعد، يعد موسى من أخطر المطلوبين لدى القاهرة، بسبب تورطه في عدد كبير من القضايا، واعتراف المتهمين في قضية مقتل النائب العام ضده، وكذلك ضلوعه في تمويل عشرات العمليات التي استهدفت منشآت ومؤسسات أمنية وحكومية وشخصيات عامة.
ويقول أبو السعد في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن موسى كان من أوائل الذين فروا من تركيا إلى كندا منذ عدة أشهر، لأنه أحد أهم المطلوبين لدى مصر، وكان يعلم أنه سيتم تسليمه للقاهرة على الفور، في حال حدوث التقارب الذي كانت تريده أنقرة مع الجانب المصري.
ويوضح أن موسى "طبيب مصري وقيادي إخواني نجح في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب إلى التنظيم، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى عضوية مكتب الإرشاد، وشغل منصب المتحدث باسم وزارة الصحة في عام حكم الجماعة، ثم هرب إلى تركيا بعد سقوطهم إثر ثورة 2013، وتولى مسؤولية تشكيل اللجان المسلحة للجماعة وتقديم الدعم المادي واللوجيستي لها من الخارج".
المسؤول الأبرز عن العمليات المسلحة
ووفق أبو السعد، "نجح موسى في تجنيد زوج شقيقته لتنفيذ عملية اغتيال النائب العام المصري، كما عمل على إعداد العناصر الإرهابية نفسيا وعسكريا لتنفيذ العمليات المسلحة واغتيال بعض رموز الدولة المصرية".
كما سهّل عمليات الشباب الإخوان خارج مصر، وتلقيهم تدريبات عسكرية على أيدي أحد التنظيمات في دولة عربية، ومن ثم العودة إلى مصر وتنفيذ تلك العمليات.
ويرى أبو السعد أن تركيا "ستتبرأ من تنظيم الإخوان نهائيا خلال الفترة المقبلة"، مشيرا إلى أن الدعم المقدم لهم يرتبط بشكل أساسي بوجود (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان في الحكم، لكن الأمر لا يتخطى كونهم أداة في أيدي النظام التركي، استخدمهم لتنفيذ بعض الأهداف في المنطقة".
تركيا "ستتبرأ من التنظيم نهائيا"
ويتوقع الباحث المصري المختص بشؤون الجماعات الإرهابية، أن "التفاهمات بين مصر وتركيا ستتم عاجلا أو آجلا، ولن يكون من ضمنها الإخوان"، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تضغط بشكل كبير على النظام التركي لوضعها على أجندة التفاوض، لكن مصر تضع أولويات محددة.
ومن بين تلك الأولويات "خروج المرتزقة من ليبيا، وإلا تكون تركيا منصة عدائية ضد مصر، لكن القاهرة لم ولن تضع الإخوان ضمن أجندة المفاوضات في تفاهماتها المقبلة مع الأتراك"، بحسب أبو السعد.
ويتوقع الرجل أن تتوقف قنوات الإخوان عن البث نهائيا من تركيا خلال فترة قريبة، فيما ستلجأ قيادات التنظيم للمنصات الإلكترونية عبر الإنترنت كبدائل، مستبعدا أن يتم نقل المقرات الرئيسية للقنوات إلى أي دولة لها علاقات جيدة مع مصر.