تشهد العاصمة الخرطوم وعدد كبير من المدن السودانية أزمة حادة في الإمداد الكهربائي، حيث يستمر الانقطاع في الكثير من الأحيان أكثر من 12 ساعة في اليوم، لكن كيف يتأقلم السودانيون مع هذا الواقع؟
وأجبر النقص الحاد في التوليد المائي والحراري شركة الكهرباء إلى توزيع الإمداد وفق جدول يومي بات معروفًا لدى السودانيين.
وفي حين تبلغ الحاجة الفعلية للسودان نحو 3200 ميغاواط، فإن إنتاج الكهرباء تراجع منذ أغسطس الماضي إلى 1820 ميغاواط.
وتحت ضغط حملات الرأي العام تعهدت وزارة الطاقة الأسبوع الماضي برفع الإنتاج إلى 2585 ميغاواط خلال أبريل الحالي.
ويُرهن المدير العام لشركة الكهرباء القابضة -شركة حكومية تدير محطات الطاقة- عثمان ضوء البيت، استقرار الإمداد الكهربائي بتوفر الوقود وقطع الغيار للمحطات الحرارية والمائية.
ويوضح ضوء البيت لموقع سكاي نيوز عربية أن وزارة المالية عجزت عن سداد تكلفة شحنة وقود الفيرنس ولا تزال الباخرة تنتظر منذ تسعة أيام قرب ميناء بورتسودان.
وتابع: "وقود الفيرنس خاص بتشغيل المحطات الحرارية لزيادة الإنتاج وتقليص الانقطاع اليومية لكن لا زلنا ننتظر وزارة المالية لتوفر قيمة الشحنة".
ويؤكد ضوء البيت أن وزارة المالية إذا نفذت التزامها بتوفير (25) مليون دولار شهريًا لقطاع الكهرباء أو أقل من هذا المبلغ يمكن أن يتحسن الإمداد ويستقر نسبيًا.
وأضاف: "محطات الطاقة بحاجة إلى قطع غيار والشركات الموردة تنتظر دفعات مالية لابد من تمويلها دون تأخير".
حتى المستشفيات
في الواقع يؤثر انقطاع التيار الكهربائي ليس على المناطق السكنية والصناعية فقط بل على الاسواق ولمستشفيات والخدمات الرئيسية.
وانتشرت مؤخرا صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أطباء في إحدى المستشفيات السودانية يستخدمون لمبات الهواتف المحمولة لمواصلة عملية جراحية بعد انقطاع التيار الكهربائي داخل غرفة العمليات.
وتوضح هيفاء محمد نقد وهي مديرة لإحدى المستشفيات الحكومية في جنوب الخرطوم أنهم يضطرون أحيانا إلى إغلاق المستشفى بسبب مشكلة مزدوجة تتمثل في عدم توفر الكهرباء والوقود الخاص بالمولد.
وتقول نقد لموقع سكاي نيوز عربية إن هناك قلق كبير من أن يشل نقص التيار الكهربائي قدرات المستشفيات مما يعرض حياة الناس للخطر.
صعوبات كبيرة
يجد العديد من السودانيين صعوبة كبيرة في تغطية احتياجاتهم اليومية في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي كما تتاثر مداخيل العديد من المحلات التجارية والخدمية التي تعتمد في عملها على التيار الكهربائي.
ويقول نافع عز الدين الذي يدير مطحة للحبوب أحد الأسواق الشعبية جنوبي العاصمة السودانية لموقع سكاي نيوز عربية إن مطحنته تعمل بأقل من نصف طاقتها اليومية بسبب انقطاع الكهرباء مما جعله غير قادر على توفير الدخل المناسب لتسيير اعماله وتلبية احتياجاته المنزلية.
زيادة مبيعات المولدات
مع استمرار الأزمة وعدم ظهور بوادر واضحة لحلها، زادت مبيعات مولدات الكهرباء سيما في العاصمة الخرطوم، وانتشرت سلسلة توكيلات بيع مولدات إنجليزية الصنع وصينية وهندية. ويُباع المولد الصغير سعة (5) كيلو وات بقيمة (400) ألف جنيه أي ما يعادل (1300) ألف دولار أميركي.
ويؤكد المواطن محمد الحسن (37) عامًا من حي الطائف شرق العاصمة السودانية لـ"سكاي نيوز عربية" أنه اشترى مولد كهربائي يكفي لتشغيل الإنارة في المنزل إلى جانب اثنين "مكيف مياه" لتبريد غرفتين.
وتابع الحسن قائلًا: "يستهلك المولد اثنين جالون بنزين يوميًا البنزين يوميًا والتكلفة (1300) ألف جنيه (ما يعادل 4.5 دولارات) لتشغيله من خمسة إلى سبعة ساعات يوميًا".
وشمل انقطاع الكهرباء غالبية المستشفيات في العاصمة السودانية والتي تستعين بالمولدات الخاصة وتأمين الوقود بشراء واحد برميل من الديزل بـ(25) ألف جنيه ما يعادل (40) دولارًا أمريكيًا.