داخل مستشفى سوهاج الجامعي جنوبي مصر، تجلس شيماء التي عرفت إعلاميا بـ"سيدة الساطور"، لا تصدق نجاتها بعد اختراق سكين عملاق لرأسها، تتحدث بسعادة إلى رئيس جامعة سوهاج الدكتور أحمد عزيز بعد تحسن حالتها واقتراب عودتها إلى البيت.
وكان المستشفى قد شهد حالة طوارئ الأسبوع الماضي عند استقبال الحالة من أجل إنقاذها، ونزع "ساطور" من رأسها، في عملية استغرقت عدة ساعات شارك فيها نخبة من الأطباء، قبل أن يكتب لها عمر جديد وفقا لرئيس جامعة سوهاج في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية".
وكشف عزيز مستجدات الحالة الصحية لـ"سيدة الساطور"، قائلا: "حالتها اليوم جيدة. تخطت مرحلة الخطر. قدرتها على الحركة مبشرة وعاد لها الوعي والإدراك بصورة كاملة، تحدثت معي عن تفاصيل الحادث وتتذكر جيدا أسماء بعض الأطباء الذين أنقذوها".
وكانت الشابة العشرينية قد تلقت ضربة بالساطور على رأسها من "ضرتها"، خلال مشاجرة معها، في حادث هز قرية العمرة بمركز أبوتشت التابع لمحافظة قنا القريبة من سوهاج، لتفقد على إثرها الوعي ويتم نقلها إلى المستشفى بينما تصارع الموت.
ويوضح رئيس جامعة سوهاج المخاوف التي راودته خلال الأيام الأخيرة بعد خروج المصابة من غرفة العمليات، قائلا: "شعرنا بالقلق من تأثير الحادث وشدة الضربة على المخ، توغل نصل الساطور لنحو 10 سم داخل الرأس مما قد يؤثر على الذاكرة أو التوازن، لكن تبددت المخاوف بعد الاطلاع على نتائج الفحوص الطبية الأخيرة".
وحاول عزيز خلال مقابلة "سيدة الساطور" الاطمئنان أيضا على سلامة حواسها الخمس، كما يؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية"، وبعد الاستفسار من الفريق المتابع لحالتها الصحية علم بوجود ضعف في عضلة العين اليسرى، مما يعني حاجتها إلى تمارين لتقويتها حتى تتمكن من تحريكها بطريقة طبيعية.
ويسترسل رئيس جامعة سوهاج: "استقرار حالتها الصحية يعود إلى المجهود الكبير المبذول من الأطقم الطبية. تعاملوا مع الأزمة بحكمة شديدة بداية من إرسال نصائح إلى الطبيب المتواجد في سيارة الإسعاف بعدم المساس بالساطور أو محاولة تحريكه مهما كانت الظروف".
ويتابع: " لدينا خلية طوارئ بمستشفى سوهاج الجامعي جرى من خلالها إبلاغ الجميع بتفاصيل الحالة وهي ما تزال في الطريق للاستعداد لتلك المهمة"، موضحا خضوعها لإشراف أطباء جراحة المخ والأعصاب والجراحة العامة وجراحة الوجه والفكين.
ويردف عزيز: "بجانب نزع الساطور المتآكل بفعل الصدأ، عكف الطاقم الطبي على معالجة عدد من الكسور والشروخ والكدمات في الرأس، فضلا عن وجود قطع في أصبعين باليد، وكسر آخر في الأنف. كان لأطباء التخدير دور بالغ الأهمية بسبب طول ساعات العملية".
واستفسرت شيماء من رئيس جامعة سوهاج عن موعد خروجها من المستشفى، ليؤكد لها الأخير ضرورة الانتظار لنحو 10 أيام من أجل التئام الجروح وإزالة الخيوط الجراحية من رأسها، وإجراء علاج طبيعي وتأهيل نفسي من قبل متخصصين، وفقا لحديثه لموقع "سكاي نيوز عربية".
ونقل عزيز إلى "سيدة الساطور" دعم وزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عبد الغفار لها، واهتمامه بتوفير كافة سبل المساندة الطبية والنفسية خلال تواجدها بالمستشفى، والاستعداد التام لمتابعة حالتها الصحية بعد المغادرة حتى تتماثل للشفاء بصورة نهائية.
وأضاف: "وجهت المصابة الشكر إلى أطباء المستشفى لحسن المعاملة والتدخل السريع. ذكرت أسماء 4 منهم وقالت إنها تعرفت عليهم قبل الخضوع إلى العملية الدقيقة، ومن الصعب نسيانهم".
وينوي رئيس جامعة سوهاج إقامة حفل خاص في الأيام المقبلة لتكريم أطباء المستشفى، ويقول عن ذلك لموقع "سكاي نيوز عربية": "لا بد من الاحتفاء بكل من ساهم في نجاة سيدة الساطور، وجميع الأطقم الطبية التي تجري عمليات جراحية لإنقاذ عشرات الحالات يوميا".