روى شاهد عيان لـ"سكاي نيوز عربية" لحظات الفزع والرعب التي خلفها سقوط عقار سكني في إحدى شوارع منطقة جسر السويس شرقي القاهرة المصرية، مخلفا عددا من الضحايا والمصابين.
موقعنا كان حاضرا أمام العقار المنهار، حيث عمليات البحث ما تزال مستمرة بحثا عن أي ضحايا أسفل العقار، وسط تساؤلات من الجميع عن "احتمالية أن يكون صاحب مصنع الملابس السبب في انهيار المبنى بسبب التوسعات التي قام بها في العقار".
دائمًا تكون الشهادات حاضرة والجميع يحاول سرد ما رآه، غير أنّ الكارثة أحيانا تكون أقوى وأقسى من أي كلمات، هكذا بدأ أحمد محمد، أحد سكان العقار المجاور للعمارة المنكوبة، حديثه حول لحظات الرعب التي عاشها أهل المنطقة، التي بدأت في تمام الثانية صباحًا، حيث سمع الجيران صوت دويّ كبير في البدء ظن البعض أن انفجارًا ما وقع.
يقول محمد في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "قضيت طفولتي ومراهقتي هنا في الحي، كنت ألهو مع أصدقائي أمام العمارة المنكوبة عندما كانت لا تتعدى 5 أدوار، لكن بعد الثورة بدأ صاحب العقار في بناء نحو 7 طوابق جديدة، أعتقد أنها السبب في هذا الحادث الأليم".
وكانت غرفة عمليات محافظة القاهرة قد تلقت بلاغًا في الثالثة فجرًا يفيد بانهيار عقار مكون من بدروم وأرضي و9 طوابق متكررة بشارع الثلاثة تقسيم عمر بن الخطاب، بجوار محطة مترو عمرو بن الخطاب في حي السلام.
ويضيف محمد: "كان اليوم عاديا، بعد أن انقضى النهار واستكان الأهالي، سمعنا أصوات تكسير للجدران لم نعط الأمر أهمية، كان ذلك في تمام الثانية عشر صباحًا، رأينا سيارات تنقل أحجار ومواد بناء، ما إن مرّت ساعتان حتى سمعنا صوت انفجار هز أرجاء الحي كله".
وعن لحظة سقوط العقار، أكد "محمد" في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "الجميع هرول إلى النوافذ لمعرفة ما حدث، الغبار منعتنا من الرؤية لم نستطع تبيان ما حدث، الصراخ ملأ المكان، صوت سقوط العمارة أفزعنا وبث في قلوبنا الرعب".
فيما بعد، أدرك أهالي المنطقة أن الأصوات التي سمعوها قبيل الانفجار ليست إلا أعمال بناء كان يقوم بها صاحب العقار من أجل تحويل الطابق الأول إلى محال تجارية.
سارع محمد وأهالي المنطقة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث تمكن الأهالي من استخراج بعض المصابين. كان شعاع الشمس بدأ يخترق الظلمة التي تمكنت من الشارع فور انهيار العمارة وانقطاع الكهرباء متأثرة به.
وتقدّم النائب البرلماني أحمد حتّة بطلب إحاطة عاجل موجّه إلى رئيس الوزراء ووزراء الإسكان والتنمية المحلية حول انهيار العقار، والذي يأتي استمرارًا لأزمة انهيار العقارات وفوضى البناء العشوائي، كما حدث مؤخرًا في عقار فيصل الذي ظل محترقًا لأيام قبل أن تسقطه قوات الحماية المدنية.
ويؤكد شاهد العيان في حديثه مع موقعنا أنه "بدأت قوات الأمن في الوصول إلى موقع الحادث ومن ثم استخدام كل قوتها من أجل إنقاذ سكان العمارة.. نحو 11 ساعة وقوات الأمن تعمل على استخراج الجثث".