رد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري على دعوة الرئيس ميشال عون، لتأليف حكومة "بشكل فوري" من دون تأخير أو التنحي عن هذه المهمة.
وقال الحريري في بيان إنه تقدم بالفعل بتشكيلة مقترحة للحكومة الجديدة من "اختصاصيين غير حزبيين" منذ أسابيع، وينتظر من عون "مناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه".
ومن جهة أخرى، دعا الحريري عون إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في حال "عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة".
وجاء في بيان الحريري: "بعد أسابيع عديدة على تقديمي تشكيلة متكاملة لحكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار والشروع بإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ في بيروت، منتظرا اتصالا هاتفيا من فخامة الرئيس ليناقشني في التشكيلة المقترحة لإصدار مراسيم الحكومة الجديدة، وهي أسابيع زادت من معاناة اللبنانيين التي كانت قد بدأت قبل اختياري من قبل النواب لتشكيل الحكومة بأشهر طويلة، تفاجأت، كما تفاجأ اللبنانيون جميعا، بفخامة الرئيس وهو يدعوني عبر كلمة متلفزة إلى القصر الجمهوري من أجل التأليف الفوري بالاتفاق معه وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة، كما قال فخامته".
وتابع: "وبما إنني قد زرت فخامة الرئيس 16 مرة منذ تكليفي بنفس الهدف الذي وضعه فخامته، للاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها ووقف الانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون، فإني أجيبه بالطريقة نفسها، أنني سأتشرف بزيارته للمرة السابعة عشر فورا إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة".
وأضاف الحريري: "أما في حال وجد فخامة الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار الذي تعاني منه البلاد والعباد، فسيكون على فخامته أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي الذي اختار الرئيس المكلف، الذي يمنعه منذ شهور طويلة عن إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين، وأن يختصر آلامهم ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل خمسة أعوام، تماما كما اختاروني رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة قبل خمسة أشهر".
وكان عون دعا رئيس الوزراء المكلف إلى تشكيل حكومة على الفور، أو إفساح المجال لشخص آخر لتنفيذ هذه المهمة.
وصرح عون في بيان متلفز بأن "قوائم تشكيل الحكومة المقترحة من سعد الحريري المكلف بالمهمة في أكتوبر الماضي، لم تلبّ الحد الأدنى من متطلبات الحفاظ على الوفاق الوطني"، وحث عون الحريري على لقائه بالقصر الرئاسي والعمل معا على تشكيل حكومة.
وتبدو الدعوة محاولة لنزع فتيل معركة سياسية ممتدة منذ أشهر، تبادل فيها الجانبان الاتهامات بالعرقلة.
وحسب القانون، لا يمكن للرئيس إقالة المكلف بتشكيل الحكومة الذي يختاره مجلس النواب، فيما لم يتضح ما الذي يمكن أن يكسر جمود الموقف في لبنان، فوفق الدستور يمكن للرئيس اقتراح أسماء على رئيس الوزراء المكلف، المسؤول في نهاية المطاف عن تشكيل حكومة.
ووسط تبادل اللوم تستمر العملة اللبنانية في الانهيار لتفقد أكثر من 90 بالمائة من قيمتها منذ أكتوبر 2019، وتعد الأزمة الاقتصادية أكبر تحد لاستقرار البلد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990.
واندلعت احتجاجات في أنحاء لبنان بالآونة الأخيرة، مدفوعة باليأس والإحباط بين السكان الذين خرجوا مرة أخرى إلى شوارع مطالبين بإيجاد سبيل للخروج من الأزمة، وسط ارتفاع جنوني للأسعار واختفاء السلع من الأسواق.