تجري الأجهزة العسكرية الليبية المختصة تحقيقات موسعة حول الأسلحة المضبوطة مع "خلية أوباري"، وكيفية وصولها إلى الإرهابيين جنوب ليبيا، بعدما اتضح أن من بينها عتاد مستخدم بكثرة في الجيش التركي.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"سكاي نيوز عربية" أن الجيش الليبي عثر مع الخلية التي داهمها في مدينة أوباري، جنوب غربي ليبيا، على أسلحة متنوعة، خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى قاذفات صاروخية مضادة للدروع، لكن اللافت بينها هو إحدى البنادق الحديثة غير المتداولة محليا.
وتابعت أنه ورغم فوضى السلاح التي تعاني منها البلاد منذ 10 أعوام، إلا أن بعض أنواع السلاح تظل "دخيلة" و"واضحة" أمام عيون العسكريين المتمرسين، ويدركون أنها ليست متاحة حتى للمليشيات النشطة في المنطقة الغربية.
وفي هذا السياق أوضح رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، أن تلك الأسلحة ظهرت في العديد من مقاطع الفيديو الترويجية، التي تصدر عن وزارة الدفاع التركية، لعناصرها من القوات الخاصة في محافظة إدلب شمال سوريا.
ويبدو في مقاطع الفيديو عدد من المدربين التابعين للجيش التركي، وهم يشرفون على تأهيل مقاتلين سوريين موالين لأنقرة، باستخدام هذا النوع من البنادق، حسب شلوف.
وهذه ليست المرة الأولى التي تؤول فيه مصير هذه الأنواع من الأسلحة الخفيفة إلى أيادي الإرهابيين بدول المغرب العربي، وفق شلوف، الذي أفاد بأنه سبق في نوفمبر الماضي أن عثر على مثلها بحوزة أحد عناصر تنظيم القاعدة في الجزائر.
ولفت إلى أن هذا الإرهابي سلم نفسه وسلاحه إلى الجيش الجزائري، وفسر بالخطأ في حينها أن السلاح من إنتاج دولة غربية، وهو أمر غير صحيح، ولكن يعود هذا الخلط إلى التشابه الكبير بين السلاحين.
وعملية أمس الأحد ليست الأولى التي تجري في أوباري، إذ سبق أن استهدف الجيش خلية تابعة للقاعدة بالمدينة نفسها في نوفمبر الماضي، وتمكن من ضبط 7 عناصر تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، من بينهم قياديون، حيث كشفت مصادر في حينها، أن التنظيم أوكل إلى تلك الخلية تقديم دعم لوجستي لعملياته التي ينفذها في عدد من الدول ومنها مالي والنيجر.
وأشار المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي إلى أن أصابع الاتهام تتجه نحو تركيا، حيث يظل التساؤل مطروحا عن "مدى تورطها في دعم أنشطة التنظيمات الإرهابية"، مؤكدا أن الكثير ممن جلبتهم كمرتزقة إلى ليبيا، هم عناصر سابقون في تنظيم داعش، كانوا يقاتلون في سوريا والعراق، وقد تسرب الكثير منهم للجنوب.
ويوضح الزبيدي، في تصريح خاص، أن هناك إرهابيين ينشطون في العاصمة طرابلس، ولهم علاقات مع المليشيات، وهم المسؤولون عن تزويد الخلايا في الجنوب بالسلاح من مصادر شتى، كما أكد وجود ارتباط بين هؤلاء وآخرون موجودون في دولة النيجر، ما يشكل تهديدا لأمن المنطقة بأسرها.