في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للهروب من المسؤولية عن المجزرة بحق سجناء مهاجرين في أحد سجون صنعاء، أفرجت ميليشيا الحوثي الموالية لإيران عن 160 سجينا من المهاجرين الإثيوبيين من قومية الأورومو، بعد أن دفعت لهم لكل معتقل مبلغا زهيدا.
وقالت إذاعة مستقبل أوروميا الإثيوبية، إن الحوثيين اتبعوا أسلوب الترهيب والترغيب للضغط على مسؤولي الجالية للتستر على الجريمة المروعة، التي راح ضحيتها حوالى 513 شخص بنيران مسلحي الميليشيا في سجن الجوازات المركزي، قبل أيام.
وكشفت الإذاعة الإثيوبية نقلا عن مصادر مطلعة، عن أن القيادات الحوثية اجتمعت مع مسؤولي الجالية في أحد الفنادق، وأبلغوهم أن ما حدث يتحمل مسؤوليته "بعض العناصر الموالية للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح المندسين وسط الحوثيين"، وأنهم مستعدون لدفع التعويضات اللازمة لأسر الضحايا وتوطين بعضهم في اليمن.
وأشارت المصادر إلى وجود عرض آخر، وهو تمكين اللاجئين من الحصول على بلد ثالث للتوطين فيها، مقابل إنهاء الاحتجاجات المستمرة بشكل يومي أمام المفوضية السامية للاجئين بصنعاء، ووقف الحديث عن المجزرة في وسائل الإعلام.
شراء الصمت
المحلل السياسي اليمني وضاح الجليل، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذه الجريمة لا يمكن تغطيتها بأي شكل من الأشكال، مهما حاول الحوثيين تقديم إغراءات للجالية الإثيوبية.
وتابع: "الجريمة كبيرة جدا، وهم (المليشيات) ترتكب كثير من الجرائم المماثلة بحق المدنيين في عدن وتعز والحديدة ومختلف جبهات القتال، وهو أسلوب حوثي متبع من قبل سيطرتهم على صنعاء قبل 2014".
وأضاف الجليل أن هذه الجريمة شهدت عليها منظمات دولية كانت توصل الأغذية والمعونات والخدمات إلى اللاجئين في السجن، لكنها لم تصدر بيانات إدانة لتكشف حقيقة ما جرى.
وأكد أن الميليشيا الانقلابية تحاول شراء صمت هذه الجاليات بعد أن خرجت الجريمة إلى الرأي العام العالمي، كما تحاول إجبارهم على السكوت بكافة الوسائل.
وأشار إلى أن الميليشيا الموالية لإيران أصبحت في حالة انكشاف أمام المجتمع الدولي، إضافة إلى تراجع قواتها في جبهات القتال.
وتابع: "منذ شهرين يحاولون اقتحام مأرب وفشلوا، وكذلك تراجعهم في محافظة تعز وغيرها، وهم الآن يحاولون شراء صمت اللاجئين؛ لتجنب أن يتعاظم ملف انتهاكاتهم دوليا خصوصا بعد سلسلة الهزائم التي تعرضوا لها".
تفاصيل المجزرة
وكان رئيس شبكة مستقبل "أوروميا" للأخبار، جمدا سوتي، قال في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نحو 450 مهاجرا قتلوا في هجوم بقنابل حارقة على مركز الاحتجاز.
وأضاف أن الجريمة بإطلاق الرصاص على المهاجرين المحتجين من قبل حراس السجن قتل فيه شخصان، قبل أن تأتي قوة حوثية وترمي بالقنابل على مئات الأشخاص المهاجرين الذين كانوا داخل السجن".
ولفت إلى أن المهاجرين يتعرضون من قبل الحوثيين لأبشع أنواع الجرائم، حيث يتم إجبارهم على حمل السلاح والقتال، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي حول ما يتعرض له المهاجرون الذين يقيمون تحت سلطات ميليشيا الحوثي.