أعلن قادة مجموعات المرتزقة في ليبيا، تمردا واسعا على تركيا وحكومة الوفاق، فخيروها بين سداد رواتبهم وبين الانسحاب من الأراضي الليبية، حسبما كشفت مصادر مطلعة.
وكشفت المصادر المقربة من قادة الميليشيات السورية المدعومة تركيا، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن قائد ألوية تابع لفيلق القدس السوري المكنى بـ"أبو الغضب" هدد ليل الأربعاء الخميس بسحب ميليشياته من طرابلس إلى خارج ليبيا، إن لم تسدد لهم مستحقاتهم المالية المقدرة بـ28 مليون دولار، حسب الاتفاق.
ويرى المسلحون السوريون المنتشرون في ليبيا أنهم تعرضوا للخداع، بعدما وعدتهم أنقرة بمرتبات ستصل لهم وأسرهم في الداخل السوري، لكن الأمر لم يسر على هذا المنوال، بل أنهم تركوا دون توفير طعام لهم.
8 كتائب متمردة
وأكدت المصادر لـ"سكاي نيوز عربية"، أن أبو الغضب يتزعم ثمانية كتائب قتالية، جميعها "مشحونة" ضد المراوغات التركية، والمماطلة في منحهم الأموال المتفق عليها، ولم يعد يرغبون في البقاء، لا سيما أنهم يدخلون حتى في مناوشات مع الميليشيات الليبية المحلية بين الحين والآخر.
وسبق أن ظهر "أبو الغضب"، في مقطع فيديو بثه على حسابه الشخصي على تطبيق "تيك توك "مهددا المتظاهرين الليبيين بالرصاص في طرابلس، وهاجم من خرجوا في أغسطس الماضي ضد فساد حكومة الوفاق، وضد المليشيات والمرتزقة.
ضخ المرتزقة
ومازالت عملية تجنيد المرتزقة السوريين تجري على قدم وساق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، رغم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أنقرة، ولكنها ما زالت تجد من تستطيع إقناعهم بالسفر إلى الأماكن التي تريدها، وهناك يكتشفون حقيقة تلك الوعود.
وكشف المرصد، أن هؤلاء المرتزقة، عندما تتضح لهم الرؤية وحقيقة الموقف، لا يجد الكثيرون منهم سوى خيار واحد وهو الهروب من ليبيا إلى أوروبا، أو يرتكبون أعمالا إجرامية في الداخل، وهو الأمر الذي زاد من نقمة الليبيين عليهم.
7 آلاف مرتزق سوري في ليبيا
ورغم المطالبات الدولية والتوافق "الليبي الليبي" بوقف تدفق المرتزقة السوريين الى البلاد، وإخراج كل الميليشيات من البلاد، فإن طرابلس وترهونة وغيرها من مدن الغرب الليبي ما زالت مكتظة بالآلاف من المرتزقة السوريين المقدر عددهم بنحو 7 آلاف مرتزق.
ويرى خبراء أن وجود هؤلاء المرتزقة يشكل "تهديدا للحل السياسي وإعادة الاستقرار إلى الأراضي الليبية"، وهو ما تؤكده البعثة الأممية مرارا وتكرارا.
ورغم انقضاء مهلة الثلاثة أشهر المحددة لانسحاب المرتزقة، وفق المنصوص عليه في اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في ليبيا 23 أكتوبر الماضي، فإن العكس هو الذي حدث.
وزاد ضخ المرتزقة في ليبيا، حسبما كشفت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية"، وذلك حتى الأسبوع الماضي، بينما كان الليبيون منشغلين بتطورات الموقف بخصوص منح الثقة لحكومة عبدالحميد دبيبة.
وتذهب بعض الإحصاءات، إلى أن نحو 18 ألف مقاتل سوري كانوا موجودين في ليبيا، من بينهم 350 طفلا دون الثامنة عشرة، قتل منهم 496، بينهم أطفال، فيما عاد منهم قرابة 10750 إلى سورية.