"متزوج من أكثر من 5 نساء، قتل منهم واحدة وشقيقة أخرى، ويواجه حكم الإعدام الرابع"، لم يكن هذا بداية نص سينمائي لشخصية فانتازية، وإنما بداية لنص تحقيقات قضائية أعلنت عنها مصر في القضية المعروفة إعلامياً باسم "سفاح الجيزة".
وكانت محكمة جنايات الإسكندرية قررت، السبت الماضي، إحالة أوراق المدان إلى المفتي، وهي خطوة تسبق تنفيذ حكم الإعدام.
ويكشف، وفي الدين فؤاد، محامي ضحايا سفاح الجيزة في مصر، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المتهم هارب من جرائم ارتكبها منذ عام 2015، إذ قتل زوجته، ثم صديقه الذي تربى بجواره لسنوات طويلة، قبل أن يهرب دون معرفة مصير الضحيتين اللذين اختفيا فجأة دون العثور عليهما، ومن هنا بدأت الشكوك تحوم حوله.
رحلة مثيرة لسفاح الجيزة
رحلة سفاح الجيزة طوال الخمس سنوات كانت غريبة، بحسب المحامي، حيث اتجه إلى الإسكندرية، شمال مصر، وتزوج هناك أكثر من مرة، وقتل زوجته "ف.ز" بنفس الطريقة، حيث لم يعثر أهلها عليها بشكل مفاجيء، ومع بحث طوال هذه السنوات اختفت سيرة زوجها أيضًا، ولم يعثروا عليه في كافة أرجاء مصر.
يؤكد المحامي أنه على الرغم من صدور 3 قرارات بإحالة المتهم إلى مفتي مصر، إيذانا بإصدار حكم بالإعدام فيما ارتكب من جرائم منسوبة إليه أقلها التزوير في أوراق رسمية وتغيير اسمه ومحل إقامته وصولًا إلى قتل أقرانه، لا يزال هناك حكم جديد في انتظاره في أحد القضايا التي تم تأجيلها للنظر فيها شهر مايو المقبل.
بداية الخيط
"فاطمة زكريا هي الخيط الذي بدأ السفاح في حياكته عام 2015، زوجة لم يكن لديها مشكلة حقيقية في حياتها سوى اختيارها للشخص الخطأ لاستكمال حياتها معه"، بحسب ما يقول شقيقها محمود زكريا في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية".
وأضاف أنها هاتفتهم أكثر من مرة يوم اختفائها، لكن لم ينتبهوا تماما إلى أن هذه كانت استغاثة وليس مجرد هاتف عابر.
يقول شقيق الضحية، بعد يومين من قرار المحكمة بإحالة أوراق السفاح للمفتي: "إنهم ظنوا أن الضحية اختفت طوال هذه السنوات، لكن اكتشفوا فيما بعد أن زوجها قتلها، لا شيء من الممكن أن يعوضهم في هذه اللحظة عن وفاة شقيقتهم بهذه الطريقة، لكن في الوقت نفسه تحقيق القصاص أمرًا يثلج الصدور بعد كل هذه السنوات من البحث".
يطالب زكريا بضرورة تنفيذ حكم الإعدام في أسرع وقت، خاصة وأن القضية متشعبة وقد يعمل المتهم فيها على استغلال هذه النقطة لإطالة أمد تنفيذ الحكم، مشيرًا إلى أن كل هؤلاء الضحايا لن يستفيدوا شيئا في النهاية، بينما ممثل الجريمة لا يزال موجود على قيد الحياة.
من هو سفاح الجيزة؟
سفاح الجيزة هو شاب يدعى قذافي فراج عبدالعاطي عبدالغني، سقط مؤخرا بين أيدي أجهزة الأمن بعد 5 سنوات من جرائم القتل والنصب والاحتيال، كانت حصيلتها 4 قتلى، بينهم صديقه المقرب وزوجته، في مدينتي الجيزة والإسكندرية، واستخدم فيها ذكاءه الشديد للتمويه والتخفي وانتحال صفة ضحاياه تارة، وأشخاص آخرين تارة بأوراق رسمية.
ويشير المحامي المترافع عن اثنين من الضحايا، حسب حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن القضية متشابكة في أحاديثها من حيث عدد الجرائم التي ارتكبها سفاح الجيزة منذ بدايته عام 2015، لكن اكتشاف كل هذا الأمر بدأ أيضًا بزوجته الأخيرة في محافظة الإسكندرية وأحد الصاغة الذين كان يتعامل معهم ومع الوقت تسرب الشك إليه.
وأكد أن الصائغ أبلغ زوجة الرجل والتي بدورها أكدت أنها لديها أزمة معه، مما دفعه لإبلاغ قسم الشرطة الذي ألقى القبض عليه، وبدأ في الاعتراف على كافة الجرائم التي ارتكبها منذ تاريخ أبريل 2015، ليسدل الستار عن واحدة من أهم الجرائم المنظمة التي تم ارتكابها في مصر خلال السنوات الأخيرة.