بلدة قرقوش هي المحطة الثانية في زيارة البابا، الأحد، في محافظة نينوى شمال العراق، الذي وصله، الجمعة في زيارة تاريخية.
وتقع بلدة قرقوش على بعد 30 كيلومترا جنوب الموصل، عاصمة الإقليم، وللبلدة تاريخ سحيق في المسيحية.
واصطف سكان البلدة على جانبي الطريق لتحية رأس الكنيسة الكاثوليكية، الذي لوحه بيده للسكان من سيارة كانت تقله وسط موكب محاط بحراسة مشددة.
وكان البابا فرانسيس وصل في وقت سابق إلى مدينة الموصل، حيث ألقى كلمة أكدت على الأخوة وأنها أقوى من الكراهية، وترأس قداسا عن أرواح الذين قضوا في الحروب.
ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً بعدما كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي للعراق.
وترتدي هذه المحطة من الزيارة أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وقد تعرضت كنائسها وأديرتها التراثية العريقة لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف.
وقال الأب بطرس شيتو من أمام كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش: "البابا فرنسيس بثيابه البيضاء يعلن للعالم أجمع أننا أبناء السلام والحضارة والمحبة وأبناء القيامة"، وفق "فرانس برس"
وأحرق داعش هذه كنيسة الطاهرة الكبرى، لكن القوات العراقية تمكنت من طرد التنظيم الإرهابي وهزيمته، مما أتاح المجال إلى إعادة ترميمها، حيث تم إعادة إعمارها بجهود إماراتية في إطار الأخوة الإنسانية.
ويعني اسم قرقوش، الطائر الأسود، والاسم القديم للبلدة كان "باخديدا"، ولا يزال يستخدم حتى اليوم، وهو مأخوذ من الآرامية ويعني بيت الحدأة، وهو طائر يعيش في المنطقة.
ويقول رئيس تحرير موقع عين الموصل، عمر محمد في حديث "سكاي نيوز عربية" إن "اختيار البابا لهذه المدينة له دلالة ومغزى".
وأضاف محمد ، وهو مورخ أيضا، أن "المسيحية بدأت في قرقوش قبل أن تنطلق إلى أرجاء العراق".
وتحتضن البلدة العراقية أقدم كنيسة كاثوليكية في العراق، مما يجعلها بمثابة روح الكنيسة الكاثوليكية في البلاد.
ولفت محمد إلى أن سكان بلدة قرقوش لا يزالون يتحدثون بلغة المسيح عليه السلام، اللغة الآرامية في تعاملاتهم اليومية.
وقال إن زيارة البابا تحمل رسالة أن لا مكان للإرهاب، ولا يمكن له أن يعود مرة، مضيفا أن الزيارة تحمل رسالة أن هناك خطوات واجبة نحو إعادة الثقة بالمسيحيين.
وسيترأس البابا قداسا في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، التي لا تزال تحمل آثار الحرب التي شنها تنظيم داعش الإرهابي.
ويقول مراسل "سكاي نيوز عربية" إن مرممي الكنيسة تركوا بعض الآثار للحرب، للتذكير بما حدث عندما اجتحاح داعش المنطقة في عام 2015.
وأضاف أن البابا ترأس قداسا في الكنيسة أعاد فيه الحديث عن الأخوة والسلام ولفظ الحرب والإرهاب، وأن من يؤمن باله لا يمكن أن يقتل باسم الله.
واستعداد للزيارة، أعد السكان هدية إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية عبارة عن واشح على الطراز القرقوشي.